خامنئي يُظهِر تساهلاً تجاه ارتداء الحجاب
• نجل رفسنجاني: الإجماع الدولي ضد إيران لم يحدث حتى مع العراق ويوغوسلافيا
في وقت تتصدر المرأة الاحتجاجات الأقوى ضد نظام الجمهورية الإسلامية في إيران والمتواصلة منذ سبتمبر الماضي، سعى المرشد الإيراني علي خامنئي، أمس، خلال لقائه مجموعة من النساء، إلى الإشادة بدور المرأة، وإظهار تساهل تجاه مسألة ارتداء الحجاب التي كانت أحد أسباب اندلاع الاحتجاجات.
وقال خامنئي، في أبرز موقف علني له حول الحجاب، إنه «ضرورة شرعية ولا مجال للشك»، لكنه شدد على أنه «لا ینبغي اتهام من لا يرتدين الحجاب الكامل بالكفر ومعاداة الثورة»، في تصريح يشير إلى تخفيف قبضة النظام في تطبيق قواعد الزي الصارمة.
وأشار إلى أن النساء اللاتي لا يرتدين الحجاب الكامل «مازلن بناتنا»، مضيفاً «لدينا جميعاً عيوب يتعين إصلاحها قدر الإمكان».
وكانت مصادر مطلعة ذكرت لـ «الجريدة» في وقت سابق أن أعضاء المجلس الأعلى للثورة الثقافية ونواب البرلمان طالبوا بموقف علني على لسان خامنئي بعد إصداره توجيهات للقيادات العليا بتعديل القوانين المنظمة لحرية الملابس «لكي تتلاءم مع روح العصر».
جاء ذلك، في وقت أفرجت السلطات الإيرانية بكفالة عن الممثلة الشهيرة ترانه عليدوستي بعد زهاء ثلاثة أسابيع من توقيفها على إثر تعبيرها عن دعمها للاحتجاجات.
في هذه الأثناء، حذر محسن هاشمي، الرئيس السابق لمجلس بلدية طهران والنجل الأكبر للرئيس الراحل هاشمي رفسنجاني، من أن «الإجماع العالمي، بما في ذلك إجماع الحكومات والرأي العام العالمي، غير مسبوق ضد نظام الجمهورية الإسلامية».
ولفت محسن هاشمي إلى أن تعيين لجنة لتقصي الحقائق حول انتهاكات حقوق الإنسان في إيران من جانب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة «لم يحدث حتى في حالة العراق وليبيا وسورية ويوغوسلافيا والدول الإفريقية التي شهدت مذابح عشرات الآلاف من الناس».
وفي تفاصيل الخبر:
في وقت تتصدر المرأة الايرانية الاحتجاجات الأقوى ضد نظام الجمهورية الإسلامية في إيران والمتواصلة منذ سبتمبر الماضي، وبعد 20 يوماً من تصويت وصف ب «التاريخي» لمصلحة طرد إيران من لجنة تابعة للأمم المتحدة، معنية بوضع المرأة على خلفية حملة القمع الدامية التي تتصدى بها سلطات طهران للاحتجاجات التي اندلعت بعد وفاة الشابة مهسا أميني خلال احتجازها بسبب مخالفتها لقواعد الحجاب الإلزامي، سعى المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم، خلال لقائه مجموعة من النساء إلى الإشادة بدور المرأة، داعياً إياها إلى المشاركة، ومشيراً الى مقترحات حلول للأزمة التي تشهدها البلاد يجري مناقشتها.
وقال خامنئي، في أبرز موقف علني له حول الحجاب الذي كان أحد اسباب الانتفاضة الحالية، إن «الحجاب ضرورة شرعية ولا مجال للشك»، لكنه شدد على أنه «لا ینبغي اتهام من لا يرتدين الحجاب الكامل بالكفر ومعاداة الثورة»، في تصريح يشي بتخفيف قبضة نظام الجمهورية الإسلامية في تطبيق قواعد الزي الصارمة.
مقتل قيادي ب «الباسيج» في طهران وباقري كني يصر على أن المفاوضات النووية لم تنقطع
وأشار خامنئي الى أنه «يجب أن نجد طريقة لتوظيف نسائنا الحكيمات والكفؤات في مختلف مستويات صنع القرار في البلاد. ذهني مشغول بهذا الأمر، وعلينا أن نرى ما يمكن فعله»، مضيفاً: «كانت هناك اقتراحات لحل المشكلات في البلاد وآمل أن يتمكنوا من إيجاد حل لتلك الاقتراحات. ربما تكون بعض هذه المحتويات مرتبطة بالمجلس الأعلى للثورة الثقافية، حيث يجب مناقشتها هناك أو في أي مكان آخر».
ورغم الانتقادات لممارسات إيران بحق المرأة، وصف المرشد الإيراني الغرب بأنه «منافق» بخصوص حقوق المرأة، «لأن الحقيقة أن نساءهم يعانين حقاً».
وكانت مصادر مطلعة ذكرت ل «الجريدة» في وقت سابق أن أعضاء المجلس الأعلى للثورة الثقافية ونواب البرلمان طالبوا بموقف علني على لسان خامنئي بعد إصداره توجيهات للقيادات العليا بتعديل القوانين المنظمة لحرية الملابس «لكي تتلاءم مع روح العصر».
إجماع دولي
في هذه الأثناء، حذر محسن هاشمي، الرئيس السابق لمجلس بلدية طهران النجل الأكبر للرئيس الراحل هاشمي رفسنجاني، من أن «الإجماع العالمي، بما في ذلك إجماع الحكومات والرأي العام العالمي، غير مسبوق ضد نظام الجمهورية الإسلامية».
ولفت إلى أن تعيين لجنة لتقصي الحقائق حول انتهاكات حقوق الإنسان في إيران من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة «لم يحدث حتى في حالة العراق وليبيا وسورية ويوغوسلافيا والدول الإفريقية التي شهدت مذبحة عشرات الآلاف من الناس».
وأشار هاشمي إلى أن الإجماع غير المسبوق، تم تشكيله على خلفية الاحتجاجات الاجتماعية والمعيشية المناهضة للنظام وتعاطي السلطات مع المحتجين، مؤكداً أن «السنوات ال 15 من العقوبات الفعالة أضعفت أسس البلاد وقلصت الدخل القومي».
اغتيال قيادي
على صعيد قريب، قُتل قيادي بقوات التعبئة الشعبية «الباسيج» التابعة ل «الحرس الثوري» يدعى قاسم فتح اللهي، بإطلاق نار قرب منزله جنوب العاصمة طهران، ليل الثلاثاء الأربعاء.
وتحدثت تقارير رسمية عن احتمال أن يكون الحادث الغامض ضد القيادي بالقوات المشاركة بقمع الاحتجاجات المتواصلة بعدة مناطق في طهران وعدة محافظات «مرتبطاً بأعمال سرقة»، إلا أن منصات معارضة نشرت صورة قالت إنها للقيادي الذي اغتيل بالرصاص وذكرت أنه قائد مقر «الباسيج» في حي مختاري.
تهكم فرنسي
إلى ذلك، انتقد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان ما اعتبره إساءة من مجلة «شارلي ايبدو» الفرنسية الساخرة بعد نشرها عددا خاصا شمل رسومات كاريكاتيرية لخامنئي.
وقال عبداللهيان عبر «تويتر» إن «التصرف غير اللائق في نشر رسوم كاريكاتيرية ضد المرجعية الدينية والسياسية لن يبقى دون رد حاسم وفعال».
«النووي» وسليمانيمن جهة أخرى، جدد المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، تأكيد بلده دعم «الاحتجاجات العفوية والمتواصلة بشكل لم يكن ممكنا من قبل للمطالبة بالحريات الأسياسية» مع عدم التركيز على «إحياء الاتفاق النووي»، في حين شدد كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي علي باقري كني على أنّ المفاوضات النووية لم تنقطع، مشيراً إلى أنها مستمرة بأشكال متعددة.
جاء ذلك في وقت حذر سفير إيران لدى منظمة الأمم المتحدة أمير سعيد ايرواني من «أي مغامرة عسكرية يقوم بها الكيان الصهيوني ضد إيران». وقال ايرواني إن طهران تحتفظ بحقها المشروع في الرد على أي تهديدات والدفاع عن شعبها ومصالحها في أي وقت تراه مناسبا.
في شأن آخر، طالب على أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، اليوم، القضاء العراقي بملاحقة آمري اغتيال قائد «فيلق القدس» السابق قاسم سليماني أمام المؤسسات الدولية باعتبار العراق الدولة المضيفة له عند اغتياله بضربة أميركية والبلد الذي وقعت على اراضيه الحادثة.