لبنان الغارق في الأزمة السياسية، يغرق مجدداً في العتمة نتيجة أزمة الكهرباء الآخذة في التفاعل على وقع الصراع المفتوح بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الطاقة وليد فياض المحسوب على التيار الوطني الحرّ بزعامة جبران باسيل.

وتضاف أزمة الكهرباء إلى لائحة طويلة من الأزمات، وهي تشكل عنواناً جديداً للاشتباك السياسي المستمر حول تركيز ميقاتي على عقد جلسة حكومية، فيما يستمر «التيار» في رفضها. ويشترط ميقاتي أن يتم إقرار سلفة الكهرباء في جلسة جديدة لمجلس الوزراء، في محاولة منه لاستدراج وزراء «التيار» إلى الجلسة.

Ad

وحسب ما يبدو ستكون الأزمة طويلة بالنظر إلى المواقف الأخيرة التي أطلقها الأمين العام ل «حزب الله» حسن نصرالله الذي غالب المرض وأصر على الظهور أمس الأول، ليبعث رسائل في عدة اتجاهات. ودعا نصرالله إلى عدم الرهان على التحركات والمساعي الخارجية للوصول إلى تسوية رئاسية، معتبراً أن لا اهتمام دولياً بالبلد، ولا ارتباط للأزمة الداخلية بمفاوضات النووي الإيراني ولا بالحوار الإيراني - السعودي.

في المقابل، دعا نصرالله إلى التحاور وتعزيز فكرة اللقاءات الثنائية أو الثلاثية، بعدما رفضت الكتل الأساسية المشاركة في حوار موسع كان قد دعا إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري.

موقف نصرالله هذا يبقي الباب مفتوحاً على التشاور وهذا ما تقرأه مصادر لبنانية في أنه استعداد للبحث بخيارات التسوية. وتقول مصادر متابعة: «صحيح أن نصر الله وحزب الله يتمسكان بترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، لكن المعادلة التي طرحها نصرالله حول انتخاب رئيس لا يطعن المقاومة بالظهر، قد تنطبق على مرشحين آخرين، وهي تفتح الباب أمام البحث عن مرشح توافقي آخر تتوفر فيه هذه الصفات».

كما تطرق نصرالله إلى ملف ترسيم الحدود، وتضيف المصادر أن الحزب يريد من هذا الملف تحقيق مكاسب سياسية تتطلب انخراطاً من قبل القوى الخارجية المهتمة بالترسيم، لافتة إلى ان الرسالة الاساسية هنا أن نصرالله يريد من الخارج أن يتواصل مباشرة مع الحزب فيما يخص الترسيم وليس مع إيران.

وفيما كان موقف نصر الله «تهدوياً» في ملف رئاسة الجمهورية، لا بد من انتظار موقف الحزب من إمكانية عقد جلسة جديدة للحكومة، لأن هذا العنوان هو اختبار جديد للمستوى الذي وصلت إليه العلاقة بين الحزب و«التيار». وفي حال وافق الحزب على المشاركة فإن باسيل سيجد نفسه في الزاوية، خصوصاً أن نصرالله مرر رسائل واضحة لباسيل بأن الحزب حريص على العلاقة والتحالف مع «التيار»، لكن في حال كان الأخير يرغب في إنهاء التفاهم فليكن من دون إثارة الخلاف في الإعلام، وهي رسالة أساسية من قبل «حزب الله» لباسيل بأنه لا داعي للجوء إلى ممارسة أي ابتزاز سياسي بناء على التهديد بفك التحالف.