أقامت الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، أمسية ثقافية حضرها نخبة من الشخصيات الفنية والاجتماعية، بمناسبة إصدار كتاب عن الفنانة المكسيكية فريدة كاهلو، بقلم الفنانة هدى كريمي، مع عرض فيلم عن لوحاتها.

وفي تقديم الكتاب، قال رئيس الجمعية، الفنان عبدالرسول سلمان: «الفنانة هدى كريمي، عضو الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، أحبَّت رسومات الفنانة المكسيكية فريدة كاهلو، كما تأثرت بفنها وبمعاناتها طوال حياتها، بعدما أُصيبت في حادث مروع لحافلة عام 1925 نتج عنه أن بقيت في السرير من دون حركة لمدة سنة، فطلبت فرشاة وألواناً وبدأت الرسم، الذي كان المتنفس الوحيد لتعبها وآلامها ومصدر سعادتها الوحيد طوال حياتها. أجادت هدى في سرد سيرة حياتها منذ ولادتها حتى مماتها، وأشادت بها كأشهر فنانة في عالم الفن، لكن لماذا كتبت عن فريدة كاهلو؟ الجواب بقولها إنني أحبها وأحببت سيرتها المؤلمة وفنها، في لوحاتها قصة حياتها منذ أن أصيبت في أكثر من حادثة. أجادت الفنانة كريمي في نقل صورة عن لوحات الفنانة كاهلو، التي تعبِّر عن آلامها ورحلتها التي عانت فيها، حتى أصبحت واحدة من أشهر فنانات العصر».

تحديات وألم
Ad


من جانبها، قالت الفنانة كريمي، في تصريح لـ «الجريدة»، إنها اختارت كاهلو لكتابها الفني، بالتعاون مع الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، لاختلافها شكلاً ومضموناً بالتحديات التي واجهتها، وكيفية تحويل بركان الألم، والتعب، والمرض إلى لوحة فريدة من ألوان متناغمة، ولسرد لقصة على شكل لوحات فنية تنطق أفكاراً ومفردات. وأضافت: «أخذت هذه الشخصية، لثقتها بنفسها، ولعفويتها في التعبير، ولجرأتها، وكيف أنها حققت من ذكرياتها وألمها ومعاناتها، وحلَّقت بها على بساط القوة والتنقل بين التحديات بثبات وصمود».

وتطرَّقت كريمي لسيرة الفنانة كاهلو، فقالت إنها «فنانة شهيرة وُلدت بالمكسيك في 6 يوليو 1907، وتوفيت في 13 يوليو 1954، والدها ألماني الأصل، ووالدتها مكسيكية. عاشت المعاناة منذ نعومة أظفارها، فقد أصيبت بشلل الأطفال بعُمر السادسة، وتأثرت ساقها نتيجة لذلك، حيث أُصيبت بإعاقة أثرت كثيراً على حالتها النفسية. وفي عام 1925 تعرَّضت لحادث حافلة أدى إلى مكوثها عاماً كاملاً في السرير، ومن هنا انطلقت ريشة الفن لتحلِّق في أفق الجمال، فقد وضعت لها والدتها مرآة أعلى السرير، وكان هذا يساعدها على طلب الفرشة والألوان لترسم صورتها، فقد كانت تعكس الألم بصورة واقعية ملؤها الحزن والمعاناة والعزلة، إلا أن هذه المعاناة كانت أرضاً خصبة للخيال وابتكار الأفكار».

ألوان نابضة بالحياة

وذكرت كريمي أن كاهلو تعرضت لكثير من المواقف، رغم سنوات عمرها القليلة، ابتداءً من مرضها، وإعاقتها، ومعاناتها المزمنة، وزوجها غير المستقر، وإصابتها التي حرمتها الأمومة.

وأوضحت أن كاهلو اشتهرت برسوماتها التي تعبِّر عن بورتريهات الذاتية، وباستخدامها نمط الفن الشعبي، فقد رسمت حول مرحلة ما بعد الاستعمار، والطبقية، والعرق في المجتمع المكسيكي، حيث كانت تستخدم ألواناً جريئة ونابضة بالحياة، وكانت معظم لوحاتها صغيرة الحجم، وعرضت أعمالها في باريس والمكسيك.

وتابعت كريمي: «اخترت هذا الكتاب أن يكون مترجماً، لأن الترجمة تمثل حلقة وصل بين الثقافات والفنون والأدب، فحياتها عبارة عن ترجمة لشعور ولحظات مرَّت بها، وهكذا هو الحال بالنسبة لنا، فالترجمة وسيلة لتعبير عما يختلج في أنفسنا، والفن عبارة عن ترجمة بكل ما يختلج الفنان من أفكار ومفردات، فهو وسيلة تعبير ناطقة بألوان، وبأحبار، وبأفكار متناغمة تترك أثراً في نفس المتلقي».