«أنا قادم أيها الضوء» من أدب المغادرين

نشر في 05-01-2023
آخر تحديث 05-01-2023 | 18:14
أبو الغيط وأسرته
أبو الغيط وأسرته

خاض الصحافي المصري محمد أبو الغيط معارك ضارية في مجال الصحافة الاستقصائية اقتنص بعدها جوائز دولية مهمة، لكن معركة أخيرة مريرة مع مرض السرطان لم يستطع تجاوزها، فقرر أن يوثقها في كتابه الأول والأخير «أنا قادم أيها الضوء» الذي صدر بالتزامن مع وفاته.

ورحل أبو الغيط في الخامس من ديسمبر 2022 عن 34 عاماً بعد صراع مع السرطان تاركاً زوجة وابناً وحيداً، والكتاب الصادر عن دار الشروق بالقاهرة سطر فيه رحلته مع المرض الخبيث بأسلوب أدبي رقيق، ليضيف إلى المكتبة العربية إصداراً جديداً جديراً بأن يصنف ضمن «أدب المغادرين».

وكان عدد من الأدباء والشعراء قد سبقوه في تدوين سيرهم الذاتية أو خواطرهم بعد علمهم بإصابتهم بالسرطان، أمثال الشاعر الفلسطيني حسين البرغوثي في (سأكون بين اللوز) وسيد البحراوي في (في مديح الألم) ورضوى عاشور في (أثقل من رضوى) وأنيسة حسونة في (بدون سابق إنذار) وغيرهم.

أما أبو الغيط، الذي تخرج في كلية الطب قبل أن يتحول إلى العمل بالصحافة فقال عن تجربته: «الكتابة هي محاولتي لمغالبة الزمن والموت بأن يبقى اسمي أطول من عدد سنوات حياتي التافهة مقارنة بعمر الكون الشاسع المقدر حالياً ب 14 مليار سنة، مهما عشت فإن حياتي، والعالم كله، كذرة غبار لا تُرى على شاطئ ذلك الكون الفسيح. لكن الكتابة قد تجعل ذرتي ألمع بين باقي الذرات على الأقل»

يسرد الكتاب في 315 صفحة رحلة مؤلفه منذ تشخيص إصابته بالسرطان منتصف عام 2021 ثم خضوعه لجراحة كبيرة جرى خلالها استئصال المعدة بالكامل والطحال وجزءاً من البنكرياس ومحاولاته المضنية للتشبث بالحياة، أما زوجته إسراء فخصص لها فصلاً بعنوان (وردتي البيضاء الخارقة) حكى فيه عن بداية تعارفهما وكيفية تأسيسهما لحياة مشتركة يتقاسمان فيها المسؤوليات والأعباء وانتقالهما للعيش في لندن، كما لم ينس إدراج أغنيتهما المفضلة التي اعتادا غناءها معاً.

back to top