في ضوء ما أظهرته الأرقام الرسمية من تزايد عدد الإصابات بمرض السرطان في الكويت، طالبت لجنة الشؤون الصحية والاجتماعية والعمل البرلمانية الحكومة ممثلة في وزارة الصحة بتحرك سريع، والعمل على تطبيق استراتيجية تجعل الكويت مركزاً إقليمياً لعلاج السرطان.

وبموجب تلك الأرقام، فقد بلغت حالات مرضى السرطان التي تم تشخيصها وعلاجها في الكويت خلال الفترة بين عامي 2017 و2020 نحو 17658 حالة دخول المستشفيات، في حين بلغ مجوع المترددين على العيادات الخارجية خلال الفترة ذاتها 256894 مراجعة، وأجريت 5601 عملية جراحية خلالها.

Ad

وطالب رئيس لجنة الشؤون الصحية والاجتماعية والعمل البرلمانية النائب الصيفي الصيفي وزارة الصحة بإجراء دراسة حول أنواع السرطانات في الكويت، وسبل الوقاية منها، مع إطلاق حملة توعية حول سبل الوقاية من هذا المرض، والاستعانة بالأطباء الاستشاريين المميزين من جميع أنحاء العالم.

وقال الصيفي، ل «الجريدة»، إنه وفقاً لإفادات وزارة الصحة فإن عدد الإصابات بالسرطان مرتفعة بالكويت، الأمر الذي يتوجب معه تحركاً حكومياً كبيراً لمواجهة هذا المرض وتوفير أفضل الأجهزة والأدوية لعلاجه.

وشدد على ضرورة أن تكون الكويت مركزاً إقليمياً لعلاج السرطان، وأن ذلك يستلزم التركيز على زيادة السعة السريرية للمركز الوطني للسرطان وإجراء التوسعات اللازمة.

وأكد الصيفي أن اللجنة الصحية ستتابع عن كثب تحركات وزارة الصحة سواء في توفير الأدوية اللازمة لعلاج السرطان بكميات كافية، أو تنفيذ رؤية في تحويل الكويت لمركز إقليمي لعلاج السرطان، مشدداً على أن اللجنة على استعداد تام بالتعاون معها من أجل محاربة هذا المرض.

من جهته، أكد عضو لجنة الشؤون الصحية والاجتماعية والعمل البرلمانية النائب فارس العتيبي أن الأرقام المخيفة حول عدد الإصابات بمرض السرطان في الكويت تستدعي تحركاً حكومياً أكبر لمواجهة هذا المرض، وتوفير أحدث الأجهزة والعلاج اللازم له، مع إطلاق حملة توعية شاملة تساعد الناس على تجنب الإصابة به.

وقال العتيبي ل «الجريدة»، إنه لا يوجد حالياً سوى مستشفى واحد متخصص في علاج السرطان، ونترقب افتتاح المركز الوطني للسرطان، الذي نأمل أن تصاحبه توسعة سريرية، بحيث يكون جاهزاً لاستيعاب الحالات سواء المترددة على عياداته أو تلك التي تستدعي حجزها.

وشدد على ضرورة أن تتمثل استراتيجية الحكومة في تحويل الكويت لمركز إقليمي لمكافحة السرطان، مشيراً إلى أنه حسب الأرقام الرسمية الصادرة من وزارة الصحة فإن مجموع حالات الدخول في مستشفى السرطان خلال عام 2020 بلغ نحو 3357 حالة إضافة إلى 2929 حالة خروج، وبلغ مجموع المترددين على العيادات الخارجية، خلال الفترة ذاتها 72952 حالة وتأكدت إصابة 3063 حالة جديدة، وأجريت 1306 عملية جراحية خلال الفترة ذاتها.

وأكد أن هذه الأرقام التي تبدو في تزايد تستحق وقفة من وزارة الصحة، و»سأتابع الملف مع الجهات المعنية، ونأمل أن تتم توسعة المركز الوطني، عبر زيادة السعة السريرية قدر المستطاع، وإسناد إدارته لمستشفى أجنبي متخصص في السرطان وتوفير العلاج بالمجان للمرضى الكويتيين، مع فتح الباب لاستقبال حالات من الخارج، لتحويل الكويت مركز إقليمي لعلاج مرض السرطان».

وتلقت الحكومة ممثلة في وزارة الصحة العديد من الأسئلة البرلمانية في مختلف الفصول التشريعية حول مرض السرطان، وآخرها 5 أسئلة برلمانية في الفصل التشريعي الحالي، سأل فيها النواب «هل تأخرت وزارة الصحة في توفير العلاج لمرضى السرطان في المستشفيات الحكومية بسبب عدم توفر الأدوية؟، وعن دور مركز الكويت لمكافحة السرطان في توعية المجتمع الكويتي حول الأورام الأكثر انتشاراً عند الرجال (أورام البروستاتا والقولون) والنساء (أورام الثدي والقولون)؟ وما آلية المكتب الإعلامي في وزارة الصحة لنشر التوعية بين أفراد المجتمع الكويتي وغيرها من الاستفسارات، وعن أسباب انسحاب مستشفى غوستاف روسي لعلاج السرطان من الكويت».

وكان لافتاً سؤال النائب ثامر السويط الذي وجهه إلى وزير الصحة بتاريخ 20 نوفمبر الماضي، حول سياسة الوزارة في معالجة مشكلة المواعيد البعيدة لمرضى السرطان في العيادات الخارجية، واستعداداتها لعلاج الأورام السرطانية في الكويت لناحية توفير الأدوية الكيماوية والإشعاعية والتكنولوجيا الجراحية، التي تغني عن إرسال المرضى للعلاج في الخارج.