محاولات المندسين لا تزال قائمة لإحباط التعاون القائم بين السلطتين التشريعية والتنفيذية عبر إثارة الشائعات والهمز واللمز لعرقلة أي خطوات إصلاحية من شأنها معالجة مثالب العديد من الأمور بسبب مخلفات الماضي.
ولعل اللقاءات المستمرة بين المجلس والحكومة من شأنها إذابة أي ترسبات، والاتفاق على المرحلة المقبلة والمشاريع التي يسعى الطرفان إلى إنجازها، خصوصاً التي تلامس هموم المواطنين الذين يترقبون بحرارة كل ما يعود عليهم وعلى البلاد بالمصلحة بعد سنوات عجاف من تعطل عمل السلطتين ودخولهما في دوامة مستمرة من الخلافات، وغيرها من الأحداث التي عطلت الهدف السامي لدور مجلس الأمة الذي صار حلبة من الصراع.
والذين يثيرون عادة النعرات والخلافات ويعملون على مبدأ الطابور الخامس يستهدفون كل ما فيه مصلحة الشعب، لأنهم المتضررون من أي مساع إصلاحية وهدوء للأوضاع، فهؤلاء الخبثاء كمن ينشر الوباء ثم يصنع الدواء ويبيعه للناس، أي أنهم يسممون ويقتلون ويعالجون في الوقت نفسه، وهؤلاء أصبحوا يشنون حاليا حملاتهم المغرضة من خلال خلق أزمات وهمية ومعلومات مغلوطة، ومن ثم يبدأ ذبابهم بعمليات التسريب والنشر وغيرها من الأساليب الملتوية التي اعتادوا عليها في سراديبهم.
وعلى أعضاء السلطتين وبحكمة الرئيسين تفويت الفرصة على هؤلاء، ومنع أي اختراق لعملهم، والتحرك لإقرار كل القوانين التي تلامس هموم الشعب الذي يضع الآمال عليهم ولا يريد أن يخيب ظنه ويرجع إلى المربع الأول من الإحباط والمعاناة.
إن الملفات تحتاج إلى تحركات عديدة، لكن الأولوية يجب أن تكون لأهمها بعيدا عن دغدغة المشاعر وتصريحات بعض النواب الذين يريدون تسجيل المواقف للخروج ببياض الوجه أمام الشارع فقط، رغم أن العكس صحيح، لأن الإنجاز الحقيقي هو الانتهاء منها أولاً بأول، وعرضها على المجلس للتصويت عليها، دون أي مساومات لا تخفى على أحد، ودون انتظار الأوامر ممن يجلسون خلف الستار، لأن الشارع لن يرحمهم بعد أن أصبح أكثر وعيا وإدراكا بعد التجارب التي خاضها في المجالس السابقة والمواقف النيابية، لا سيما من المحسوبين على توجهات معينة.
آخر السطر:
الإنجاز طريق للنجاح والهذرة طريق للفشل، فلا ننتظر التصريحات والكلام المكرر لأن هناك من يرتدي القناع.