بطولة كأس العالم التي انتهت قبل أيام في قطر الشقيقة كانت إنجازاً لا يقدر بثمن، افتخر به العرب والخليجيون واستمتع فيه كل من حضره أو شاهده في شاشات التلفاز، فما قامت به قطر كان استثنائيا من كل النواحي، حيث استطاعت هذه الدولة الشقيقة أن توصل أبهى وأجمل صورة للدين الإسلامي لباقي الشعوب، هذه الصورة الجميلة للحياة المدنية التي أظهرتها قطر أثناء المونديال الكروي هي ما جعلتها محط الأنظار لدى جميع دول العالم.

ونجحت قطر نجاحاً باهراً في احتضان مختلف الشعوب بكل ثقافاتهم وأساليب حياتهم المتنوعة من خلال إقامة فعاليات رياضية وترفيهية ذات جودة عالية تتناسب مع متطلبات هذا الحدث الرياضي الضخم، وفي المقابل ما حدث في قطر من المستحيل أن يحدث في الكويت في الوقت الحالي، والسبب الرئيس يرجع إلى أن القوى المتطرفة ستسعى بكل قوتها إلى منع الصورة المعتدلة والجميلة للدين الإسلامي التي شوهدت في قطر بأن تكون في الكويت، والأسباب عدة أهمها يكمن في رغبتها في السيطرة التامة على العقول وعلى مفاصل الدولة المختلفة من خلال استمرارها باستخدام ورقة الترهيب الديني. التطور الذي شهدته قطر كان مقترناً اقترانا كليا بالانفتاح العقلي والفكري على الثقافات المختلفة، وهذا التطور حصل بسبب عدم وجود أي تدخلات قمعية من أي نائب أو مسؤول متطرف، وأيضا بسبب طرد الشكوك والمخاوف التي يستمر المتشددون في نشرها، وذلك عن مدى تأثير الانفتاح على ثوابت الشعب ومعتقداته. الانغلاق الحادث في الكويت الذي تسبب به المتطرفون في البلد هو حجر العثرة الأساسي المعوق لتطور الكويت في مجالاتها المختلفة كافة، ومن جهة أخرى فإن الرغبة في التغيير يجب أن تنبع من الشعوب، ولذلك فإن التحرر من الخوف الذي استمرت هذه القوى المتطرفة في زرعه في قلوب المواطنين وعقولهم أصبح أمراً ضروريا جداً للقضاء على آفة التشدد المشوهة لجمال دولة الكويت والمانعة لتطور البلد.

Ad