خامنئي يتجه لتعيين قامع احتجاجات 2009 قائداً للشرطة
• طهران تغلق مركزاً فرنسياً بحثياً رداً على «شارلي إيبدو» وباريس تدعوها للاهتمام بأزمتها الداخلية
أكد مصدر في مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي أن الأخير قرر عزل قائد شرطة البلاد اللواء حسين اشتري المقرب من جماعة الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني والأصوليين المعتدلين وعائلة لاريجاني، وتعيين لواء الحرس الثوري أحمد رضا رادان المقرب من جماعة رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف خلفاً له.
وقالت وكالة أنباء «برنا» الإيرانية إن مدة ولاية أشتري انتهت، إلا أنه عادة ما تسري قرارات التعيين التي يصدرها خامنئي لخمس سنوات ويتم تجديدها لخمس سنوات أخرى، ما يعني أنه ما زال أمام اشتري، الذي تولى منصبه في 2015، عامين لإنهاء ولايته الثانية.
ورغم مقتل المئات، بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، خلال الاحتجاجات، واعتقال الآلاف، أكد المصدر أن قرار عزل اشتري جاء لأنه فشل بمواجهة الاحتجاجات، وتردد في استخدام القوة بسبب تخوفه من حصول انشقاقات بين عناصر الشرطة، وتبنيه سياسة «احتواء الاحتجاجات بدل مواجهتها» وهذا ما منح المحتجين هامشاً من التحرك. في المقابل، اشتهر رادان عندما كان قائداً لشرطة العاصمة طهران بتشدده، وقام بقمع الاحتجاجات عام 2009 بشدة عندما اقتحمت الشرطة بأوامر منه المحلات التجارية وتم فرض القوانين الإسلامية بصرامة، كما اتهم باتخاذ إجراءات من دون إذن قضائي، وضغط بعدها على السلطة القضائية لحماية رجال الشرطة وتحصين قراراتهم قانونياً.
كما تعرض لانتقادات بسبب أوامره بتكبيل المجرمين وجرهم في شوارع طهران وضربهم وإهانتهم علناً، عندما واجه خلال فترة رئاسته شرطة العاصمة عصابات إجرامية. وقامت شرطة مدينة طهران خلال ولايته بتفتيش السيارات ومنازل الشباب العزل بشكل عشوائي بمحاولة لإيجاد أي ممنوعات لتوقيف المخالفين.
وسبق لرادان الذي هو من قدامى المحاربين في الحرب العراقية الإيرانية، أن قاد أقسام الشرطة في محافظات سيستان وبلوشستان وكردستان وخراسان حيث استطاع في كل هذه المحافظات كبح تحركات المعارضين أو الاحتجاجات بالقوة وبشدة.
ويقول مراقبون، إنه إذا جرى بالفعل تعيين رادان قائداً للشرطة، فإن ذلك يعني أن خامنئي قد اتخذ قراره بإنهاء الاحتجاجات المستمرة منذ ثلاثة أشهر مهما تطلب الأمر.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أمس، إغلاق المعهد الفرنسي للبحوث في إيران (إفري) بعد نشر مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية الساخرة رسوماً كاريكاتورية اعتبرتها طهران مهينة لخامنئي.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية أن «الجمهورية الإسلامية تندّد بعدم تحرّك السلطات الفرنسية المعنية المتواصل في مواجهة معاداة الإسلام والترويج للكراهية العنصرية في الإعلام الفرنسي».
كما أعلنت الخارجية الإيرانية استدعاء السفير الفرنسي في طهران نيكولا روش على خلفية «السلوك المسيء لإحدى الصحف الفرنسية إزاء المرجعية والمقدسات والقيم الدينية والوطنية».
وعلقت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا على الخطوات الإيرانية بتذكير إيران بأن عليها أن تهتم بما يحدث داخلها قبل أن تنتقد فرنسا. وأضافت: «دعونا نتذكر أن حرية الصحافة موجودة في فرنسا على عكس ما يحدث في إيران وأن تلك الحرية يشرف عليها قاض في إطار قضاء مستقل وهو أمر لا تعرفه إيران جيداً بلا شك» مضيفة أن فرنسا ليست بها قوانين تجرم التجديف. وقالت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية آن-كلير لوجاندر «لم نتلقّ أي معلومة رسمية حتى الآن في ما يخصّ إعلانات عبر الاعلام للسلطات الإيرانية في ما يخصّ إغلاق المعهد الفرنسي للبحوث في إيران (إفري)». وأضافت: «سيكون ذلك مؤسفًا بالطبع في حال تأكّد».