في الصميم: ما دخلت إيران قرية إلا دمرتها
ما دخلت إيران قرية إلا دمرتها تدميراً، وأفسدت مسؤوليها، وأشاعت بين شعوبها الطائفية والكراهية والجهل والخرافات والحروب الأهلية، وجعلت من ديارهم أمما فاشلة سياسيا وعلميا وتعليميا وأخلاقيا وماليا وصناعيا وحتى دينيا، فانظروا كيف كان العراق وسورية ولبنان واليمن، وكيف أصبح هذه الدول بعد الهيمنة الإيرانية عليها.
إيران ما دخلت بلداً إلا حولته إلى دويلة تابعة فاشلة تسيّر أمورها حسب مشيئتها ومصالحها، وما كانت إيران لتستطيع التغلغل في تلك الدول والهيمنة عليها لولا الضوء الأخضر بل الدعم السياسي المبطن، والدعم المالي بدفع رواتب الميليشيات المسماة بالحشود الشعبية كما كشفها الكونغرس الأميركي، والتكنولوجي كما كشفته صحيفة أميركية بأن «مكونات الطائرات المسيرة الإيرانية مصنعة من شركة (تكساس إنسترومنت) الأميركية»، ولا ننسى فضيحة «إيران كونترا» إبان الحرب العراقية الإيرانية.
فإيران التي اعترفت بهزيمتها من العراقيين بعد حرب دموية استمرت ثماني سنوات، من المستحيل أن تهيمن على تلك الدول لولا موافقة إسرائيلية مسبقة، وترتيبات أميركية غربية لها، فأميركا لا يهمها غير مصالح ربيبتها المدللة إسرائيل، وما إيران اليوم إلا شوكة صنعها الغرب لأذية العرب.
إيران لا تستطيع السيطرة السياسية والعسكرية على تلك الدول لولا خيانة عرب باعوا شرفهم ورهنوا مصير بلدانهم وشعوبهم لدولة عدوة، ومنهم نوري مالكي في العراق الذي حاول أن يلغي من الدستور انتماء العراق لأمته العربية انصياعا لرغبة إيران، وهذا مثبت في مقابلة مع عمرو موسى، إضافة إلى حسن نصرالله العميل الإيراني في لبنان كما اعترف بنفسه، وبشار في سورية والحوثي في اليمن.
خونة العرب موجودون في العراق وسورية ولبنان واليمن وغيرهم، هؤلاء الخونة هم من يعطلون دساتير بلادهم، ويديرون شؤونها حسب المشيئة الإيرانية، فلا انتخابات رئاسية في لبنان من دون موافقة إيرانية، ولا رئيس وزراء عراقيا يعين إلا بموافقة إيرانية، ولا هدنة ولا وقف قتال في اليمن ما لم تتم حسب الشروط الإيرانية، أما سورية فبشار أسد ما هو إلا دمية إيرانية لا حول لها ولا قوة.
حتى غزة الانفصالية ما هي إلا قرية تديرها «حماس» بدعم إيراني، هذا ما اعترف به قادة حماس وإيران التي دفعت بميليشيا الجهاد الإسلامي الى التحرش بالعدو الصهيوني، رغم المعرفة المسبقة برد فعله الوحشي والمدمر، وبعد أن قتل من قتل، وبعد أن دمرت منشآت وبيوتاً على رؤوس أصحابها كانت مكافأة عميلهم زياد النخالة اتصالا هاتفيا يتباهى به من ولي نعمته إسماعيل قآني يشيد فيها بتضحية الشعب الفلسطيني، لكنها للأسف تضحية لإيران.
فزياد النخالة هو الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وأما إسماعيل قآني فهو قائد فيلق القدس، وهو فيلق لا تعنيه القدس لا من قريب ولا من بعيد، لأنه مخصص تحديدا للتنكيل بالعرب، وتدمير آثارهم الإسلامية وتهجير سكان مدنهم.
حكّام إيران يدّعون باطلا أنهم من سلالة سيدنا الحسين بن علي، وهو ادعاء لا يستقيم وأفعالهم وجرائمهم ضد العرب تحديدا، وهي تدل على كراهية وحقد عنصري دفين وانتقام تاريخي، فالحسين حفيد رسول الأمة قرشي عربي منزه عنهم، أما حكام إيران فهم إما فرس أو آسيويو الأصل، وما يحملونه من حقد دفين ضد العرب يدل على عرقهم الملوث.