لماذا الحصانة؟!
قرأت في «غوغل» أن من مهام «نزاهة» جمع المعلومات وتحليلها وتصنيفها ونشر المعلومات عن خطورة الفساد، وخيراً ما رأيت أو قرأت.
أكتب هذه المقدمة لأقفز منها إلى خبر آخر نشرته الصحف المحلية، يتحدث عن طلب قدمته «نزاهة» بخصوص إعطاء الحصانة للعاملين لديها! من يتابع «نزاهة» منذ أن أنشئت يحق له أن يطرح السؤال: أين كانت «نزاهة» عما كان يحصل في صندوق الجيش؟ وأين كانت عندما ظهرت إلى السطح الأرقام المتعلقة بصفقة القرن اليوروفايتر؟ وأين كانت عندما اشترت الخطوط الجوية الكويتية طائرة لم تشترها أي خطوط جوية عالمية محترمة؟
وهل جهزت أي معلومات أو عملت أي استقصاءات ولو مما يحكى في الدواوين؟ ماذا عن ضيافة الداخلية أو عقود الطرق التي هشمت زجاج سياراتنا؟ أين كانوا عن فساد العلاج بالخارج والذي أدينت فيه قيادات كبيرة وأودعت السجن؟
قضايا فساد لو أردنا الاسترسال في ذكرها لاحتجنا إلى صفحة كاملة لذكرها، والشباب بعد كل هذا وفي ظل مرحلة تقييم القيادات وإعفائهم من مناصبهم يعتقدون أن طلب الحصانة قد يعطي انطباعاً أن قوى كبرى في البلد كانت تهددهم؟
من لم يتحمل مسؤوليته في الأيام السابقة فإن عليه أن يرحل ولو كنتُ عضوا في مجلس الأمة لتقدمت بالسؤال التالي: ما كلفة الرواتب والامتيازات والمهام الرسمية والدورات التدريبية والأثاث والقرطاسية التي خصصت ل«نزاهة» مقابل ما كشفته من حجم سرقات واختلاسات وفساد إداري والذي مورس منذ أيام نشأتها؟
لا أحمل صفة رسمية، فلست إلا مواطناً بسيطاً، ولو كانت لدي لأمرت بإقفال المقر الموجود لهم في الشامية وإرجاعه إلى وزارة التربية أو هيئة التطبيقي وإرجاع الموظفين أيضاً الى مقر عملهم الأصلي. حقيقة الأمر أن كل الموضوع كان تعيينات سياسية استفادت منها طبقة سياسية سادت ثم بادت، وآن الأوان لتنظيف من بقي وراءها.
فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.