كالعادة في مطلع كل سنة جديدة، تقدّم معظم الجرائد الأجنبية الكبيرة توقّعاتها للعام الجديد، فعلى سبيل المثال، وضعت «الفايننشال تايمز» توقّعاتها بصيغة أسئلة مثل، هل ستنتهي الحرب الأوكرانية - الروسية، ومَن سيكون المنتصر، وهل ستتجمد أوروبا بسبب أزمة المحروقات وارتفاع أسعار الطاقة، وهل سيستمر ارتفاع معدل درجات الحرارة في العالم، وهل ستزيد كوارث الطبيعة بسبب ذلك؟ وغير ذلك من التساؤلات والتوقعات الجدية في عواصم الشفافية وحكم العقلانية والقانون.

ماذا نتوقع أن يحدث في الكويت للعام الجديد، وما هي الأسئلة المعقولة مع الإدارة السياسية غير المعقولة، هل سيستمر مجلس الأمة الحالي في عمله وتظل الصراعات والعنتريات باقية أم ستدجّن بتهديدات السلطة بالحل (أياً كان وصفه، دستورياً أو غير دستوري)؟ وهل ستبقى هذه الحكومة بطاقمها الحالي أم ستأتي حكومة جديدة بذات القوالب القديمة؟... وتيتي تيتي.

Ad

هل ستكون هناك أي تصورات لحلول نحو أزمات مستوطنة في إدارة الخدمات العامة من رداءة الطرق العامة إلى تدهور أسس ومخرجات التعليم وغيرها، مثل أزمة السكن والارتفاع الجنوني لأسعار الأراضي؟ وماذا عن التركيبة السكانية، حيث ترتكز قوة العمل على الأكثرية الوافدة، ولم توفّر لها تاريخياً طمأنينة الاستيطان والاستقرار، بينما تتصاعد التهديدات بالاستغناء عنها وطردها حتى يحلّ مكانها مَن هو عاجز عن تقديم أبسط الأعمال؟ وماذا ستصنع الإدارة السياسية لمئات آلاف الخريجين القادمين لسوق العمل؟ وماذا تفكر الدولة للبطالة القادمة، وليس هناك غير السلطة الحاكمة المحتكرة للثروة الوطنية والمحتكرة للسلطان السياسي؟ فلا مكان للكلام عن قطاع خاص أو حتى قطاع مشترك يوفر فرص عمل لهم.

أسئلة كثيرة غيرها، مثل أزمة الكويتيين البدون، وهل هناك أي تفكير لحل مشكلتهم كبشر؟ أسئلة لن تجد لها إجابة في عالَم الغد، ولا يمكن التنبؤ المنهجي بأي حلّ لها... فهي قديمة... سرطانية منتشرة في الجسد الكويتي المتحجّر بفكر سياسي لا يرضى بالتغيير، دائماً يضع الإجابات القديمة ذاتها لمسائل جديدة، ونعود من جديد للسؤال: ماذا نتوقع للسنة الجديدة؟ الإجابة الأبدية «المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين»... وسلامتكم.