الصين: انطلاق أكبر موجة تنقُّل داخلي وفتح الحدود مع الخارج
بدأ في الصين، أمس، أول أيام «تشون يون»، وهي فترة سفر تمتد ل 40 يوما قبل حلول رأس السنة القمرية الجديدة. وكانت توصف قبل الجائحة بأنها أكبر انتقالات سنوية للبشر بالعالم، وتستعد فيها البلاد لزيادة هائلة بعدد المسافرين، وكذلك لانتشار عدوى كوفيد - 19.
وستكون عطلة رأس السنة القمرية، التي تبدأ 21 الجاري، الأولى منذ 2020 من دون قيود على السفر محليا.
وعلى مدار الشهر الماضي، شهدت الصين تحولا في نظام «صفر كوفيد»، بعد احتجاجات غير مسبوقة ضد سياسة شملت اختبارات متكررة، وقيودا على الحركة وعمليات إغلاق واسعة، مما ألحق أضرارا جسيمة بثاني أكبر اقتصاد في العالم.
ويأمل مستثمرون في أن تؤدي إعادة الفتح في نهاية المطاف إلى إنعاش اقتصاد تبلغ قيمته 17 تريليون دولار، ويعاني أدنى معدل نمو له منذ نحو نصف قرن.
لكنّ التغييرات المفاجئة جعلت العديد من السكان (عددهم 1.4 مليار نسمة) عرضة للفيروس لأول مرة، مما تسبب في موجة من العدوى ضغطت على بعض المستشفيات، وفي نفاد الأدوية في الصيدليات، وتكدس طوابير طويلة أمام محارق الجثث.
وتوجد مخاوف واسعة من أن الهجرة الكبيرة للعمال في المدن إلى مسقط رأسهم ستؤدي إلى انتشار العدوى في البلدات الصغيرة والمناطق الريفية الأقل تجهيزا بالخدمات الطبية مثل الرعاية المركزة وأجهزة التنفس الصناعي.
ويصادف اليوم إعادة فتح حدود الصين مع هونغ كونغ ونهاية إلزام الصين للمسافرين الوافدين بالخضوع للحجر الصحي. وفتح ذلك الباب فعليا للعديد من الصينيين للسفر إلى الخارج لأول مرة منذ إغلاق الحدود قبل ما يقرب من 3 سنوات، دون أن يحملوا همّ الاضطرار إلى الخضوع لحجر صحي عند عودتهم، غير أن الأمر سيستغرق شهورا قبل أن يعود السفر إلى الوضع الطبيعي عقب إغلاق الحدود لنحو 3 سنوات.
وتلزم أكثر من 12 دولة الآن المسافرين الصينيين بإجراء اختبار «كوفيد»، إذ قالت منظمة الصحة العالمية إن البيانات الرسمية للإصابات في الصين لا تعكس النطاق الفعلي لتفشي المرض.
وأشار تعميم نشرته 4 وزارات حكومية، أمس، إلى إعادة تخصيص موارد مالية للعلاج، ووضع خطة للمالية العامة لدعم 60 بالمئة من تكاليف العلاج حتى 31 مارس.
في غضون ذلك، أفادت مصادر ل «رويترز» بأن الصين تجري محادثات مع شركة فايزر للحصول على ترخيص يسمح لشركات الأدوية المحلية بتصنيع وتوزيع نسخة من عقار باكسلوفيد المضاد للفيروسات، الذي تنتجه الشركة الأميركية.
إلى ذلك، قالت وكالة «اسوشيتد برس» في تقرير إن الصين أغلقت حسابات أكثر من ألف شخص على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب انتقادهم لسياسات الحكومة المتعلقة بمواجهة تفشي كوفيد 19.
وذكرت منصة التواصل الاجتماعي الشهيرة، سينا ويبو، أنها عالجت 12854 انتهاكا بما في ذلك هجمات على خبراء وعلماء وعاملين في المجال الطبي، وأصدرت حظرا مؤقتا أو دائما ل 1120 حسابا.
وفي بيان مؤرخ بتاريخ الخميس الماضي، قالت سينا ويبو، إن الشركة «ستواصل التحقيق وتنظيف كافة أنواع المحتوى غير القانوني وإنشاء بيئة مجتمعية منسجمة وودودة لأغلبية المستخدمين».
وركزت الانتقادات بشكل كبير على قيود السفر المفتوحة التي تسببت في حبس الأشخاص في منازلهم لأسابيع، وفي بعض الأحيان بدون طعام كاف أو رعاية طبية.