«التابوت الأخضر» يجدد آمال استرداد آثار مصر المهربة
• عمره 2400 سنة ونقل إلى أميركا بطريقة غير شرعية
جددت عودة «التابوت الأخضر» الأثري، الذي نجحت القاهرة في استعادته من الولايات المتحدة قبل أيام، الأمل في استرداد مصر كل آثارها المهربة، التي خرجت من بلد الأهرامات بطرق غير شرعية، وظهرت لاحقا في أميركا وعدد من الدول الأوروبية، وبعضها معروض بمتاحف كبرى في هذه الدول، بما يستفز المصريين ويزعجهم بشأن إرث أجدادهم الحضاري المشتت في بقاع عدة حول العالم.
واتجهت أنظار العالم، خصوصا عشاق الحضارة الفرعونية، إلى بلد النيل، أخيرا، حيث أعلنت مصر في مؤتمر صحافي عقدته وزارة الخارجية بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، استرداد قطعة أثرية مهمة تسمى «التابوت الأخضر»، 2 يناير الجاري، من الولايات المتحدة، حيث كان معروضا في متحف هيوستن، بينما سيتم نقله إلى متحف التحرير بالقاهرة لإخضاعه لعملية ترميم.
نقوش وزخارف
و«التابوت الأخضر»، الذي اكتشف تاريخيا في مدينة «الكوم الأحمر» بمحافظة أسوان (جنوب البلاد)، هو عبارة عن غطاء تابوت أثري كبير الحجم، ويبلغ طوله 3 أمتار، ووجه الغطاء ملون باللون الأخضر، ومزين بزخارف من الذهب، وصنع من الخشب المنقوش بكتابات هيروغليفية، وهي اللغة المصرية القديمة.
وقال كبير الأثريين في وزارة السياحة والآثار المصرية د. مجدي شاكر إن «التابوت الخشبي رأسه ملون باللون الأخضر دلالة على الإله أوزوريس، رمز البعث والخلود عند الفراعنة».
كاهن فرعوني
ويرجع التابوت إلى شخص يدعى «عنخ إن ماعت»، كاهن مدينة هيراكيوبوليس، في العصر الفرعوني المتأخر منذ 2400 سنة، وجرت مفاوضات بين القاهرة وواشنطن لاسترداد هذا التابوت الأثري منذ أربعة أعوام، وانتهت بعودة غطاء التابوت إلى مصر.
وتظهر على التابوت نقوش لفصول من كتاب الموتى، وهو كتاب يشير إلى بوابات يحميها حرّاس، ويميز مراحل ساعات الليل المختلفة، ويشترك كتاب البوابات مع كتاب الأموات، ويتناول هذا الكتاب رحلة الشمس في عالم الموتى، وتقسيم العالم التحتي إلى 12 ساعة أو مرحلة، وثلاثة صفوف، وفق اعتقاد المصريين القدماء.
ترميم عاجل
من جانبه، أوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري أن هذه القطعة الأثرية سميت ب«التابوت الأخضر» بسبب اللون الأخضر المميز لغطاء التابوت، لافتا إلى أن «مفاوضات استمرت لسنوات استطاعت على اثرها مصر استعادة التابوت بعد إثبات ملكيتنا لغطاء التابوت الأخضر، بعد أن كان قد خرج من البلاد بطريقة غير شرعية إلى أميركا»، وأكد أن التابوت بحاجة إلى عملية ترميم عاجلة.
من ناحيته، أكد وزير الخارجية سامح شكري أن عودة التابوت الأخضر تمثل نجاحا لمساعي وزارته من أجل استعادة الآثار والممتلكات المصرية التي خرجت بشكل غير شرعي، مضيفا أن استعادة التابوت الأخضر تأتي في إطار تفعيل اتفاقات التعاون بين القاهرة وواشنطن لاستعادة الآثار في 2016 و2021.
وقال شكري، في مؤتمر صحافي، إن مصر بصدد التوسع في توقيع الاتفاقيات لاستعادة آثارها المنهوبة من الخارج، لافتا إلى أن مصر تمكنت على مدار السنوات العشر الماضية من استعادة 29 ألفا و500 قطعة أثرية من الخارج.