وسط مخاوف أوكرانية وتحذيرات غربية من احتمال شن روسيا وبيلاروسيا هجوماً مشتركاً على أوكرانيا من جهة الشمال، أعلنت قناة تلفزيونية تابعة لوزارة الدفاع في بيلاروسيا أمس، أن جيشي روسيا وبيلاروسيا عززتا تدريباتهما العسكرية المشتركة مع التركيز على حرب المدن.
وكانت وزارة الدفاع البيلاروسية أعلنت الخميس أن موسكو ومينسك اتفقتا على تعزيز القوّات الإقليمية المشتركة، بالأسلحة والجنود والمعدات العسكرية للقوات الخاصة، فضلاً عن اعتزامهما إجراء مناورات جوية مشتركة.
وكانت القوات الروسية استخدمت بيلاروسيا كنقطة انطلاق لهجومها على العاصمة الأوكرانية كييف في فبراير 2022، وتزايد التعاون العسكري بين موسكو ومينسك في الأشهر الأخيرة.
جاء ذلك، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس عقب انتهاء هدنة عيد الميلاد الأرثوذكسي التي أعلنها الرئيس فلاديمير بوتين من طرف واحد ورفضتها أوكرانيا، عن تنفيذ هجوم صاروخي موسع انتقاماً لسقوط نحو 100 من جنودها في هجوم صاروخي أوكراني استهدف مبنى تستخدمه القوات الروسية في ماكيفكا ليلة رأس السنة، وتسببت في صدمة وانتقادات داخل روسيا.
وقالت الدفاع الروسية، في بيان، إن «منظومات استطلاع كشفت خلال الساعات ال 24 الماضية عن قواعد لقوات أوكرانية في مدينة كراماتورسك وتم التأكد من وجود أكثر من 700 مقاتل في المجمع رقم 28، وأكثر من 600 في المجمع رقم 47»، موضحة أن الضربة الثالثة من نوعها منذ هجوم رأس السنة «تمت بدقة وأسفرت عن مقتل 600 عسكري أوكراني في كراماتورسك». وكانت موسكو أعلنت قبل عن تنفيذ هجمات انتقامية لضربة رأس السنة ومقتل مئات الجنود الأوكران وهو ما لم تؤكده كييف أو أي مصدر مستقل.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع البريطانية، إن القوات الروسية تعزز دفاعاتها في منطقتي زابوريجيا ولوغانسك تحسباً لهجوم كبير وكاسح من الجيش الأوكراني.
ورجحت الوزارة البريطانية، في تقريرها اليومي، أن يشكل تحقيق القوات الأوكرانية لتقدم كبير في زابوريجيا «تحديا» للجسر البري الروسي الذي يربط منطقة روستوف الروسية وشبه جزيرة القرم.
وأكدت الدفاع البريطانية أن التقدم الأوكراني في لوغانسك من شأنه أن يقوض هدف روسيا من العملية العسكرية التي شنتها أوائل فبراير الماضي المتمثل في «تحرير» دونباس.
وقبلها، أعلنت سلطات زابوريجيا الموالية لموسكو عن سلسلة من انفجارات طالت منشآت عسكرية وبنية تحتية أوكرانية شمالي المقاطعة. سلطات زابوريجيا أفادت أيضاً بورود أنباء عن سقوط 5 صواريخ روسية في خاركيف الأوكرانية.
وفيما تم الإعلانُ عن حالة تأهب جوية في خاركيف وبولتافا ودنيبرو - بتروفسك، أعلن الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف إرسال 300 مقاتل من القوات الخاصة المحترفين للقتال في المهام الأكثر خطورة في دونباس.
وبعيد انتهاء الهدنة الأحادية، استأنفت القوات الروسية قصفَها بصواريخ «غراد» لنقاط عسكرية في مدينة أفديفكا المتاخمة لدونيتسك. وأعلن الجيش الأوكراني أن قواته الجوية والصاروخية استهدفت 26 موقعاً روسيا خلال 24 ساعة.
وقال مؤسس مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين الملقب ب «طباخ بوتين» إنه يتطلع إلى سيطرة الجيش الروسي ومقاتلي المجموعة على مدينة باخموت، نظراً إلى ما تحتويه من «مدن تحت الأرض» تستوعب المقاتلين والدبابات.
وذكر بريغوجين، عبر تليغرام- أن «(المكسب الأهم) هو شبكة المناجم في سوليدار وباخموت، وهي في الواقع شبكة من المدن تحت الأرض، فهي لا تستوعب فقط مجموعة كبيرة من الناس على عمق بين 80 و100 متر تحت الأرض، بل بالإمكان أن تتحرك فيها الدبابات وعربات المشاة القتالية».
في المقابل أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فشل وقف إطلاق النار المؤقت. وقال في رسالة عبر الفيديو «لقد قالوا شيئاً عن وقف مفترض لإطلاق النار، لكن الحقيقة هي أن القذائف الروسية ضربت مرة أخرى باخموت ومواقع أوكرانية أخرى».
وأضاف أن «طرد المحتلين الروس من كامل الأراضي الأوكرانية والقضاء على أي فرصة لروسيا للضغط على أوكرانيا وأوروبا هما فقط ما سيعملان على إعادة السلام والأمن في اوكرانيا».
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، إنه يبحث مع فرنسا مسألة توريد أنظمة دفاع جوي ذات إنتاج مشترك، لأوكرانيا، إضافة إلى حزمة من المساعدات العسكرية.