الأكثرية في تسع دول عربية هي الأردن ولبنان ومصر وتونس وموريتانيا والمغرب والسودان وليبيا والأراضي الفلسطينية ترى أنه لا جدوى من الديموقراطية، وترى هذه الأغلبية التي تختلف نسبتها في كل بلد أن «الديموقراطية ليست هي النظام الأمثل للحكم، وأنها عاجزة عن الإصلاح».

كان هذا استطلاعاً للرأي شمل ما يقارب 23 ألف شخص بتلك الدول، قامت به شبكة «البارو ميتر» لمصلحة قناة بي بي سي عربي نيوز، ويعلّق د. روبنز على نتيجة الاستطلاع بفقدان المواطنين العرب الثقة بالديموقراطية، فيقول: «الناس يعانون الجوع عبر دول المنطقة... الناس بحاجة إلى الخبز... ومحبطون من الأنظمة السياسية التي تحكمهم...».

Ad

ويرى أكثر من 60 في المئة من الذين تم استطلاع آرائهم في الدول العربية التسع، باستثناء المغرب، أنهم «يحبّذون حُكم زعيم قوي، حتى وإن لم يلتزم بنَصّ القانون، لتحقيق نتائج ملموسة».

من الطبيعي أن هناك يأساً من الديموقراطية في تلك الدول، وإن كانت «الممارسة الديموقراطية» ليست بالصورة الصحيحة، والأسباب تاريخية تقريباً بمعظم الدول العربية التي مرّت «بلحظات ليبرالية ديموقراطية» بعد الاستقلال مباشرة (تعبير د. سعدالدين إبراهيم) وأسباب فقدان الثقة بها كثيرة، من فساد النخب الحاكمة وغياب الوعي الديموقراطي ونقص فكرة الحريات التقدمية عند معظم الشعوب العربية من يلومها؟ - والتركة الاستعمارية، كالفقر والجهل، التي خلّفها الاستعمار لدولنا، وغياب مفاهيم الدولة الأمة تاريخياً، لهذا يمثّل النظام في الصين أو حتى دول جنوب آسيا، في بداية إقلاعها الاقتصادي الكبير وقد كانت تسلّطية، المثالَ للشعوب العربية المُحبَطة. أيضاً في هذا المعنى كتب صموئيل هنغنتون أن مثل شعوبنا بحاجة إلى النظام وليس للحرية الآن!

الاستطلاع لم يشمل الكويت، فهل كان أصحاب الاستطلاع لا يعتبرونها دولة ديموقراطية أم نسوها؟ لكن لو سألنا: هل تريدون استمرار الديموقراطية (العرجاء) إذا أسقطت السلطة القروض وزادت الرواتب والمعاشات، وأخذت توزّع آلاف الدنانير على المواطنين بأي مناسبة، وهي دائماً تفعل ذلك مع كل مشروع يقتطع من الممارسة الديموقراطية؟ هل ستمجّدون عندها مجلسكم النيابي أم ماذا؟... اختاروا.

ما رأيكم يا ورثة ثقافة الثورة الإنكليزية والفرنسية... ماذا ستقول لكم السلطة حينها غير أن تُردد تعنيف الفنان سعد الفرج «... أنتم شتبون بعد»؟!