على أكثر من ملف يعمل رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، إذ يواكب مصير الاستحقاق الرئاسي من خلال جلسات الانتخاب التي يعلم مسبقاً أنها لن تؤدي إلى أي نتيجة، مع تراجعه عن دعوته للحوار بسبب رفضها من الكتل المسيحية الوازنة، وفي الوقت نفسه يواكب عمل حكومة تصريف الأعمال، وهو من أبرز مؤيدي عقد الجلسات الحكومية لتسيير أمور المواطنين، وإن كان يختلف في ذلك مع التيار الوطني الحرّ بزعامة جبران باسيل.
ويعلم برّي أن الأزمة طويلة، ومادام الفرقاء اللبنانيون غير جاهزين للحوار فلا مؤشرات على نضوج التسوية الداخلية، ولا على توافر نتائج جدية وإيجابية لجلسات الانتخاب.
ولا يخفي بري امتعاضه من المسار السياسي الذي تسلكه الأمور في البلاد، فلا يرى نضجاً لدى السياسيين اللبنانيين في مقاربة الاستحقاق الرئاسي، إذ يعتبر أن رفضهم لحضور جلسة الحوار واستبدالها بالتشاور داخل القاعة العامة لمجلس النواب سيحوّل المجلس إلى كرنفال تتزاحم فيه المزايدات والمواقف التي لا طائل منها.
وبينما تركز نظرته على أن الحوار كي يكون جدياً ويُبنى عليه يُفترَض أن تنتدب كل كتلة نيابية ممثلاً عنها للبحث في وضع خريطة طريق واضحة، يمكنها أن تسجل اختراقات في جدار الأزمة الرئاسية، وحتى وإن لم تحقق الاختراقات المطلوبة فيمكن لهذا الحوار أن يهيئ الأرضية الداخلية إلى أن تحين ظروف انتخاب الرئيس، وأن يكون اللبنانيون على جاهزية لإنضاج التسوية في حال توافرت ظروف خارجية تساهم في الدفع باتجاه إنجاز الاستحقاق.
عملياً وجّه برّي دعوة لعقد جلسة انتخاب جديدة لرئيس الجمهورية بعد غد الخميس، وهو يعلم أنها لن تؤدي إلى أي نتيجة، لا سيما أنها ستضر أكثر بصورة المجلس النيابي والصورة السياسية العامة في البلاد، كما يراقب مسار العلاقة بين التيار الوطني الحرّ و«حزب الله»، في ضوء ضغوط عدد من نواب التيار على باسيل حول الاتجاه إلى تسمية إحدى الشخصيات من داخل التكتل لترشيحه لرئاسة الجمهورية.
ولدى بري مؤشرات ومعطيات أن باسيل لا يزال يسعى إلى التمايز أكثر عن «حزب الله»، خصوصاً بعد الخلاف الذي وقع بينهما سابقاً على خلفية جلسة الحكومة، ولذلك يفضل رئيس المجلس انتظار ما سيقرره التيار الوطني بعد اجتماعه اليوم، وإذا كان هناك جدية في التصويت لمصلحة أحد المرشحين والتخلي عن الورقة البيضاء، لأن التيار بذلك سيكون قد ذهب إلى تكريس القطيعة أكثر من الحزب، وهذا يستوجب، بحسب بري، تنسيقاً مع الحزب حول الخطوات المقبلة والبناء على الشيء مقتضاه.
لكن لا يبدو أن باسيل مستعد للذهاب بعيداً عن الحزب، لأن ذلك سيعني كشف كل أوراقه وفقدانه لكل أوراق قوته.
في المقابل، لا يزال الحزب يسعى إلى عدم استفزاز باسيل من خلال رفض عقد جلسة حكومية بدون مشاركة وزرائه، على عكس بري الذي يصر على ضرورة عقد الجلسة لإقرار مراسيم متعلقة بالضرورات التي تهم المواطنين.
وبناءً عليه فإن المراوحة ستستمر سواء في استحقاق الرئاسة أو في مسار عمل الحكومة، وهذا سينعكس على عمل مجلس النواب الذي يصر برّي على عقد جلسة تشريعية له وسط اعتراض القوى المسيحية، وفي حال استمرت المقاربات بهذا الشكل فهذا يعني أن الأزمة ستطول، خصوصاً أنه لا مؤشرات جديدة من الخارج تفيد بجدية العمل للوصول إلى تسوية، نظراً لانشغالات الدول بملفات تتقدم على الملف اللبناني، وبالتالي لا يمكن للبنانيين ترك مصيرهم معلقاً على مسار الحسابات الخارجية غير الناضجة.
ويعلم برّي أن الأزمة طويلة، ومادام الفرقاء اللبنانيون غير جاهزين للحوار فلا مؤشرات على نضوج التسوية الداخلية، ولا على توافر نتائج جدية وإيجابية لجلسات الانتخاب.
ولا يخفي بري امتعاضه من المسار السياسي الذي تسلكه الأمور في البلاد، فلا يرى نضجاً لدى السياسيين اللبنانيين في مقاربة الاستحقاق الرئاسي، إذ يعتبر أن رفضهم لحضور جلسة الحوار واستبدالها بالتشاور داخل القاعة العامة لمجلس النواب سيحوّل المجلس إلى كرنفال تتزاحم فيه المزايدات والمواقف التي لا طائل منها.
وبينما تركز نظرته على أن الحوار كي يكون جدياً ويُبنى عليه يُفترَض أن تنتدب كل كتلة نيابية ممثلاً عنها للبحث في وضع خريطة طريق واضحة، يمكنها أن تسجل اختراقات في جدار الأزمة الرئاسية، وحتى وإن لم تحقق الاختراقات المطلوبة فيمكن لهذا الحوار أن يهيئ الأرضية الداخلية إلى أن تحين ظروف انتخاب الرئيس، وأن يكون اللبنانيون على جاهزية لإنضاج التسوية في حال توافرت ظروف خارجية تساهم في الدفع باتجاه إنجاز الاستحقاق.
عملياً وجّه برّي دعوة لعقد جلسة انتخاب جديدة لرئيس الجمهورية بعد غد الخميس، وهو يعلم أنها لن تؤدي إلى أي نتيجة، لا سيما أنها ستضر أكثر بصورة المجلس النيابي والصورة السياسية العامة في البلاد، كما يراقب مسار العلاقة بين التيار الوطني الحرّ و«حزب الله»، في ضوء ضغوط عدد من نواب التيار على باسيل حول الاتجاه إلى تسمية إحدى الشخصيات من داخل التكتل لترشيحه لرئاسة الجمهورية.
ولدى بري مؤشرات ومعطيات أن باسيل لا يزال يسعى إلى التمايز أكثر عن «حزب الله»، خصوصاً بعد الخلاف الذي وقع بينهما سابقاً على خلفية جلسة الحكومة، ولذلك يفضل رئيس المجلس انتظار ما سيقرره التيار الوطني بعد اجتماعه اليوم، وإذا كان هناك جدية في التصويت لمصلحة أحد المرشحين والتخلي عن الورقة البيضاء، لأن التيار بذلك سيكون قد ذهب إلى تكريس القطيعة أكثر من الحزب، وهذا يستوجب، بحسب بري، تنسيقاً مع الحزب حول الخطوات المقبلة والبناء على الشيء مقتضاه.
لكن لا يبدو أن باسيل مستعد للذهاب بعيداً عن الحزب، لأن ذلك سيعني كشف كل أوراقه وفقدانه لكل أوراق قوته.
في المقابل، لا يزال الحزب يسعى إلى عدم استفزاز باسيل من خلال رفض عقد جلسة حكومية بدون مشاركة وزرائه، على عكس بري الذي يصر على ضرورة عقد الجلسة لإقرار مراسيم متعلقة بالضرورات التي تهم المواطنين.
وبناءً عليه فإن المراوحة ستستمر سواء في استحقاق الرئاسة أو في مسار عمل الحكومة، وهذا سينعكس على عمل مجلس النواب الذي يصر برّي على عقد جلسة تشريعية له وسط اعتراض القوى المسيحية، وفي حال استمرت المقاربات بهذا الشكل فهذا يعني أن الأزمة ستطول، خصوصاً أنه لا مؤشرات جديدة من الخارج تفيد بجدية العمل للوصول إلى تسوية، نظراً لانشغالات الدول بملفات تتقدم على الملف اللبناني، وبالتالي لا يمكن للبنانيين ترك مصيرهم معلقاً على مسار الحسابات الخارجية غير الناضجة.