كشفت وزارة الداخلية عن ضبط أكثر من 6.5 أطنان من المخدرات وأكثر من 25 مليون حبة مؤثرات عقلية خلال العام الماضي كانت تستهدف الشباب، إضافة إلى إحباط كثير من عمليات ترويج للمخدرات.

وأكد الضابط في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات المقدم محمد العارضي في الجلسة الحوارية التي نظمتها «كونا» اليوم، تحت شعار «المخدرات هلاكك»، وترأستها المدير العام للوكالة د. فاطمة السالم، انخفاض عدد الوفيات جراء الجرعات الزائدة من المخدرات بنسبة 60% من 93 حالة عام 2019، إلى 42 حالة العام الماضي، «مما يؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح».

وأشار العارضي إلى أن عدد المضبوطات من المخدرات في عام 2019 بلغ 1.727 طن، بينما ارتفع إلى 6.5 أطنان العام الماضي، في وقت تتلخص الاستراتيجية الأمنية للتصدي للمخدرات في المحور الأمني، الذي يهدف إلى تجفيف منابع المخدرات، والمحور الوقائي الذي يهدف إلى خلق بيئة مجتمعية رافضة لفكرة تجربة المواد المخدرة. وذكر أن سنة 2022 كانت مميزة جداً في مكافحة المخدرات، مشيراً إلى تحقيق إنجاز مهم في الوقاية من المخدرات خلال العام الماضي من خلال التصدي لعمليات ترويج كثيرة.
Ad


وقال إن صناعة المخدرات دخل عليها الكثير من التغيير والتطوير والمواد المخدرة تهدف إلى تخريب الدماغ، لافتاً إلى أن أبرز المواد المخدرة التي يتم ضبطها هي الشبو والكيميكال والعقاقير الطبية مثل «لاريكا».

دور الأسرة

من جانبه، اعتبر الرئيس التنفيذي للمشروع الوطني للوقاية من المخدرات «غراس» د. أحمد الشطي، أن الأسرة هي حجر الأساس في بناء الوعي لمجابهة آفة المخدرات، مشدداً على ضرورة أن يتعامل المتعاطي كمريض لا كمجرم. وأضاف الشطي، أن دور الأسرة في توعية الشباب من خطورة المخدرات مهم جداً، مشدداً على أن التصدي للمخدرات يجب أن يتم من خلال تخفيض العرض والطلب وهي مهمة مشتركة بين مختلف الجهات.

وأضاف الشطي أن العلامات الدالة على الإدمان تتلخص في الانكفاء والانفراد والانعزالية والتدني الدراسي والاتصالات التي يتبعها خروج عن المنزل وفقدان أشياء في المنزل.

حملات وقائية

من جانبها، طالبت عضو هيئة التدريس في جامعة الكويت د. أمثال الحويلة بوضع ميزانية ضخمة للوقاية من المخدرات، إضافة إلى تنظيم حملات توعوية ووقائية مبتكرة للتصدي لعمليات تهريب المخدرات التي طرأت عليها أفكار متطورة، مشددة على ضرورة أن تكون الحملات الوقائية، «التي ننظمها في التصدي لآفة المخدرات مبتكرة وليست تقليدية».

وأضافت الحويلة، أن تجارة وتوزيع المواد المخدرة موجودان في بعض وسائل التواصل الاجتماعي، لافتة إلى ضرورة أن يتحلى الأب والأم بالثقافة الاجتماعية. وذكرت أن الطرق المبتكرة في كيفية إقناع الشباب للإدمان والمخدرات يجب أن تقابلها طرق مبتكرة في الوقاية من هذه الآفة.

وأضافت الحويلة: «اننا مقبلون على تطور تكنولوجي رهيب ويجب وضع ميزانية كبيرة للجانب الوقائي:، داعية إلى ضرورة وجود مدينة متكاملة لعلاج الإدمان والتأهيل.

مراحل الإدمان

من ناحيته، أكد رئيس الخدمة النفسية في مركز علاج الإدمان د. يعقوب الشطي أن اكتشاف المدمن تسبقه خطوات وعلامات واضحة من بينها تدهور في الدراسة والعمل الفكري والسلوكي وهي جميعاً نذر تسبق اكتشاف الإدمان.

وأوضح الشطي أن الإدمان ليس مسؤولية الأسرة المريض وحده ولكن مسؤولية مجتمعية.

وذكر أنه في أغلب الأحيان المرضى والمدمنون لا يأتون في المراحل الأولى من التعاطي بل في مراحل مشخصة.

وقال إن علاج الإدمان يتطلب مجموعة من المراحل في تخصصات مختلفة بداية من الطبيب والاخصائي النفسي والاجتماعي وهيئة التمريض ليساعدوا المريض على التخلص من مشكلته. وذكر أن أولى مراحل علاج الإدمان هو تقييم الحالة والوضع الراهن للمريض والمرحلة الثانية هي إزالة السموم ثم مرحلة بناء الدافع من خلال العلاج النفسي للمريض ثم مرحلة التأهيل المتقدم بمجموعة من الجهود التي تؤدي إلى إكسابه مهارات نفسية وإجتماعية تمكنه من السيطرة على المشكلة.