القاهرة كما رآها حامد بك النقيب عام 1910
يقول حامد النقيب عام 1910م في مخطوطة يصف فيها القاهرة كما رآها: «أما القاهرة فوجدناها في غاية التزخرف والانتظام المتفوق عن بومبي، مصر الجديدة حديثة المنشأ أنشأتها شركة أجنبية وفيها «أوتيل» من عجائب الدنيا يحتوي على ألفي غرفة، أحسن من «تاج محل» بعشرين مرة».
قرأت الكثير من الكتب عن وصف مصر، ولكل كتاب قصة، لكن شدني ما وصل إلى يدي من صفحات لمخطوطة كتبها حامد النقيب عام 1910م يصف فيها القاهرة كما رآها، وهي عبارة عن رسالة موجهة إلى «حضرة زبدة الأدباء» رجل المحافل ومفتاح المقافل الأخ العزيز محمد بن المرحوم سالم السديراوي، دامت لياليه أفراحاً ومساعي نهاره فلاحاً.
المخطوطة فيها بلاغة في الوصف وإعجاز في التعبير ورقي في المخاطبة وحسن اللفظ وأدبياته، فماذا كتب عن القاهرة وكيف وجدها؟ يقول: «أما القاهرة فوجدناها في غاية التزخرف والانتظام المتفوق عن بومبي، مصر الجديدة، حديثة المنشأ أنشأتها شركة أجنبية وفيها «أوتيل» من عجائب الدنيا يحتوي على ألفي غرفة، أحسن من «تاج محل» بعشرين مرة، وأيضا حدث عرض عظيم بمجيء الخديوي عباس من الحج وزينت المدينة ثلاثة أيام».
ثم يضيف ويستطرد بالوصف: «فمصر تصلح للعالم بأسره على اختلاف مشاربهم ومقاصدهم، شبيهة لهندستين في الحرية لا في الأجناس، حيث مصر جنة الدنيا بحور الآخرة، والمذكورة ليلها أحسن من نهارها وضوء ليلها كنوز نهارها، لأن جميع المحلات والطرق والبيوت مضاءة بالأنوار الكهربائية».
يختم رسالته محدداً موعد مغادرته السويس ومنها إلى طرابلس ودمشق ومن ثم إلى حلب ومنها إلى بغداد وإلى البصرة وأخيراً إلى الكويت وهي بيت القصيد، والسؤال يطرح دائما لماذا القاهرة؟
ببساطة وبصراحة، لأنها عاصمة مصر أم الدنيا كما تعلمنا ونحن صغار، كل من زارها أو أقام فيها سكنت في قلبه وعقله، وكثير ممن قصدوها عشقوا فيها الأمكنة التي لا تجدها في أي مدينة عربية أخرى «هي حاجة ثانية».
الرحالة «ديزموند ستيوارت» أصدر كتاباً سنة 1965 تناول القاهرة من ناحية طابعها الصحراوي، لأنها بل الوادي كله في حضن الصحراء، ثم من ناحية طابعها النهري، كتاب يتحدث فيه عاشق عن عشيقته. من منا لا يذكر جمال حمدان في كتابه «شخصية مصر دراسة في عبقرية المكان»، وفي وصفه المميز لمصر والقاهرة، ورحلته إلى الأماكن والمدن، فكل حجر فيها مشبع بعبق الماضي، إنها كبيت جماعي كبير، فالقاهرة خاصرة مصر ومجمع الوادي والفرعين وملتقى الصحراوين.
وعند الحديث عن المدن المسورة وسور المدينة هناك ثلاث حالات فقط في العالم لم تكن تعرف أسوار المدن بفضل حمايتها الجغرافية الطبيعية، تلك هي مصر وبريطانيا واليابان.
ونحن في الستينيات استدعيت من الذاكرة كتاب «الرجل ذو البدلة البيضاء الشركسكين» وقصة خروج أسرة يهودية من مصر، وهو ليس كتاباً عن الطائفة اليهودية في مصر، بل كتاب في حب مصر ومدينة القاهرة، قاهرة ما قبل 1952 التي كانوا يطلقون عليها عاصمة العالم».
تنقل «لوسيت لينادو» مؤلفة الكتاب، عند مغادرة والدها مصر، كيف كان يصرخ على ظهر المركب التي أقلعت من الإسكندرية مردداً بالعامية المصرية مرة بعد أخرى «رجعونا مصر».
المخطوطة فيها بلاغة في الوصف وإعجاز في التعبير ورقي في المخاطبة وحسن اللفظ وأدبياته، فماذا كتب عن القاهرة وكيف وجدها؟ يقول: «أما القاهرة فوجدناها في غاية التزخرف والانتظام المتفوق عن بومبي، مصر الجديدة، حديثة المنشأ أنشأتها شركة أجنبية وفيها «أوتيل» من عجائب الدنيا يحتوي على ألفي غرفة، أحسن من «تاج محل» بعشرين مرة، وأيضا حدث عرض عظيم بمجيء الخديوي عباس من الحج وزينت المدينة ثلاثة أيام».
ثم يضيف ويستطرد بالوصف: «فمصر تصلح للعالم بأسره على اختلاف مشاربهم ومقاصدهم، شبيهة لهندستين في الحرية لا في الأجناس، حيث مصر جنة الدنيا بحور الآخرة، والمذكورة ليلها أحسن من نهارها وضوء ليلها كنوز نهارها، لأن جميع المحلات والطرق والبيوت مضاءة بالأنوار الكهربائية».
يختم رسالته محدداً موعد مغادرته السويس ومنها إلى طرابلس ودمشق ومن ثم إلى حلب ومنها إلى بغداد وإلى البصرة وأخيراً إلى الكويت وهي بيت القصيد، والسؤال يطرح دائما لماذا القاهرة؟
ببساطة وبصراحة، لأنها عاصمة مصر أم الدنيا كما تعلمنا ونحن صغار، كل من زارها أو أقام فيها سكنت في قلبه وعقله، وكثير ممن قصدوها عشقوا فيها الأمكنة التي لا تجدها في أي مدينة عربية أخرى «هي حاجة ثانية».
الرحالة «ديزموند ستيوارت» أصدر كتاباً سنة 1965 تناول القاهرة من ناحية طابعها الصحراوي، لأنها بل الوادي كله في حضن الصحراء، ثم من ناحية طابعها النهري، كتاب يتحدث فيه عاشق عن عشيقته. من منا لا يذكر جمال حمدان في كتابه «شخصية مصر دراسة في عبقرية المكان»، وفي وصفه المميز لمصر والقاهرة، ورحلته إلى الأماكن والمدن، فكل حجر فيها مشبع بعبق الماضي، إنها كبيت جماعي كبير، فالقاهرة خاصرة مصر ومجمع الوادي والفرعين وملتقى الصحراوين.
وعند الحديث عن المدن المسورة وسور المدينة هناك ثلاث حالات فقط في العالم لم تكن تعرف أسوار المدن بفضل حمايتها الجغرافية الطبيعية، تلك هي مصر وبريطانيا واليابان.
ونحن في الستينيات استدعيت من الذاكرة كتاب «الرجل ذو البدلة البيضاء الشركسكين» وقصة خروج أسرة يهودية من مصر، وهو ليس كتاباً عن الطائفة اليهودية في مصر، بل كتاب في حب مصر ومدينة القاهرة، قاهرة ما قبل 1952 التي كانوا يطلقون عليها عاصمة العالم».
تنقل «لوسيت لينادو» مؤلفة الكتاب، عند مغادرة والدها مصر، كيف كان يصرخ على ظهر المركب التي أقلعت من الإسكندرية مردداً بالعامية المصرية مرة بعد أخرى «رجعونا مصر».