صورة ومناسبة
قبل نحو 48 ساعة من لملمة عام 2022 أوراقه إيذاناً بالرحيل لاستقبال عام جديد، رحلت، عن عمر ناهز 93 عاماً، أول امرأة قدمت نشرة أخبار مسائية في أميركا، الصحافية باربرا والترز، صاحبة التاريخ الحافل في الدفاع عن حريات الصحافة ومناصرة المدافعين عنها في شتى أنحاء العالم، وهو ما تنطق به صورة اليوم التي توثق تسليم والترز بتاريخ 21 أكتوبر 1992 إلى رئيس تحرير جريدة القبس، حينئذ، محمد جاسم الصقر جائزة الدفاع عن حرية الصحافة الدولية من «لجنة الدفاع عن الصحافيين» الأميركية، ليكون بذلك أول صحافي من العالم العربي والشرق الأوسط يحصل عليها.
ولدى تسلم الصقر للجائزة خلال حفل حاشد أقيم في فندق بيير في نيويورك، حضره أكثر من 560 صحافياً وناشراً ومذيعاً يمثلون أبرز الصحف والمجلات وشبكات التلفزيون الأميركية والعالمية، قالت والترز، التي سلمت إليه أيضاً لوحة تقديرية أثناء الاحتفال، إن الجائزة منحت له «تقديراً لجهوده الشجاعة في الدفاع عن حرية الصحافة»، مشيدة لدى تناولها الاتهامات الموجهة إلى الصقر وزميليه عبداللطيف الدعيج وخضير العنزي والتحقيقات التي أجريت معهم، إلى موضوعية صحيفة القبس ودفاعها القوي عن الحريات في الكويت منذ التحرير.
وعند تسلمه التكريم، أعرب الصقر عن سعادته البالغة بمنحه هذه الجائزة «لموقفي في الدفاع عن الديموقراطية وحرية الصحافة»، مضيفاً أنه قبِل هذه الجائزة «بالنيابة عن جميع الذين يشاركونني معتقداتي في الشرق الأوسط، والذين لا يعرف العالم ما فيه الكفاية من مساهمتهم لخدمة هذه القضية».
ورأى الصقر حينئذ أن الجائزة ستشجع أولئك الذين «يناضلون من أجل هذه القضية النبيلة، عبر إدراكهم أن هناك أشخاصاً مثلكم يهتمون بمعاناتهم ويشاركونهم مشاعرهم»، مشيراً إلى أن «تصميمي على الكفاح لمبادئي قد تعزّز بمعرفتي بوجود منظمات مثل لجنتكم تشارك في المعتقدات ذاتها، ومستعدة للوقوف بجانبي إذا احتجت إلى دعمهم ومساعدتهم».
وأضاف أن «على الجميع الاستمرار بدعم هذه الأهداف ومساعدة جميع الذين يجازفون بحرياتهم، وربما بأرواحهم في نضالهم لتحقيق هذه الأهداف».
وتعتبر «لجنة الدفاع عن الصحافيين» التي أُسست عام 1981 أهم لجنة من نوعها في الولايات المتحدة، بل في العالم، بسبب دورها الشجاع في الدفاع عن حقوق الصحافيين في جميع أنحاء العالم، حيث تقوم سنوياً بالدفاع عن حقوق مئات العاملين في الحقل الإعلامي من الذين يتعرضون لمختلف أنواع الضغوط.
أما والترز التي سلمت للصقر التكريم، فتركت خلفها مسيرة إعلامية زاخرة ثرية بنجاحات وإنجازات ومقابلات مع جميع الرؤساء الأميركيين، من ريتشارد نيكسون إلى باراك أوباما، إضافة إلى قادة من خارج الولايات المتحدة مثل أنور السادات وصدام حسين وفيدل كاسترو والدالاي لاما والكثير من المشاهير مثل بيت ديفيس وأنجلينا جولي.
والراحلة، التي كانت نجمة البرامج التلفزيونية الأميركية وودعت المشاهدين عام 2014، بعد أكثر من 50 عاماً من العمل على الشاشة، وكان عمرها آنذاك 84 سنة، تتقاضى راتباً سنوياً قيمته 20 مليون دولار، يعد الأعلى في العالم، وثروتها تتجاوز الـ 100 مليون.