لقي الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا دعما كبيرا من السلطات السياسية والقضائية في بلاده، غداة اقتحام أنصار الرئيس السابق جايير بولسونارو ثلاثة مقار للسلطة في برازيليا ترتدي أهمية رمزية، في حين تسود حالة من التوتر بانتظار تحرك آخر لأنصار الرئيس السابق، خصوصا إذا نفذ سائقو الشاحنات المؤيدون له تهديداتهم بإغلاق الطرق وتطويق مصافي النفط، ما قد يؤدي إلى قطع إمدادات الوقود عن المدن البرازيلية.

ومساء أمس الأول، أعلن الرئيس اليساري، خلال مغادرته قصر بلانالتو، مقر الحكم المتضرر في العاصمة برازيليا محاطا بقضاة المحكمة العليا وأعضاء الكونغرس وحكام الولايات، «لن ندع الديموقراطية تفلت من أيدينا».

Ad

واجتمع لولا مع رؤساء مجلس الشيوخ والنواب والمحكمة العليا في قصر بلانالتو، ووقعوا بيانا مشتركا «زودا عن الديموقراطية»، جاء فيه أن «سلطات الجمهورية الضامنة للديموقراطية ودستور 1988 ترفض أعمال الإرهاب والتخريب الإجرامية والانقلابية التي وقعت في برازيليا»، وأضاف: «المجتمع يحتاج للهدوء (...) والسلام (...) والديموقراطية».

ولاقت الإدانة أصداء في شوارع ساو باولو، خصوصا في شارع باوليستا الشهير، حيث تجمع في وقت متأخر من الليل آلاف الأشخاص «للدفاع عن الديموقراطية» والمطالبة ب«سجن الانقلابيين».

وأعلن وزير العدل فلافيو دينو أن «البلاد تعود بسرعة إلى المسار الطبيعي للمؤسسات (...) فشل الانقلابيون في محاولتهم انتهاك الشرعية». ورفض الاتحاد البرازيلي لكرة القدم استخدام قميص المنتخب الوطني الذي يرتديه أنصار بولسونارو: «في أعمال مناهضة للديموقراطية والتخريب».

وأزالت قوات الأمن تجمعات لليمنيين المتطرفين الذين لا يزالون يرفضون فوز لولا بعد أكثر من شهرين على انتخابه كانوا أقاموها قرب مقرات الجيش في العاصمة وعدة مدن لحثه على التحرك والاطاحة بلولا وإعادة بولسونارو الضابط السابق إلى السلطة. واعتقل أكثر من ألفي شخص، في وقت تعهدت السلطات بملاحقة «الانقلابيين» ومحاسبتهم.

في الأثناء، أكد الرئيس اليميني المتطرف السابق جايير بولسونارو، الذي دان بخجل الاقتحامات، نافيا مسؤوليته عنها ومتمسكا «بحق التظاهر السلمي»، نبأ نقله إلى المستشفى في أورلاندو بولاية فلوريدا بسبب مشكلة معوية. وكان قد توجه إلى الولايات المتحدة قبل يومين من تنصيب لولا في أول يناير، رافضا تسليم الوشاح الرئاسي لخلفه لعدم إقراره بفوزه.

وجدد الرئيس الأميركي جو بايدن «دعم الولايات المتحدة الثابت للديموقراطية البرازيلية، ولتعبير الشعب البرازيلي عن إرادة حرة»، ودعا الرئيس لولا إلى زيارة واشنطن مطلع فبراير، وفقا لبيان مشترك نشر بعد محادثة هاتفية بينهما. وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان إن بلاده لم تتسلم أي دعوة رسمية لتسليم بولسونارو للبرازيل، في حين طالب عدة أعضاء في الكونغرس بطرد الرئيس السابق من البلاد.