بعد مشاركتها في مهرجانَي قرطاج والقاهرة، وحصدها للعديد من الجوائز، تنطلق مسرحية «آي ميديا»، للمخرج الكويتي سليمان البسام، إلى الدار البيضاء في المغرب لتمثيل الكويت بمهرجان المسرح العربي في دورته الثالثة عشرة، التي تقام برعاية الملك محمد الخامس، والشيخ د. سلطان القاسمي حاكم الشارقة، من 10 إلى 16 الجاري، حيث يصادف 10 يناير يوم المسرح العربي.
وعن المسرحية، قال البسام إنه أعد نصه مستنداً للأسطورة الإغريقية، ومن نصوص عتيقة قائمة، ووصف تلك النصوص بالمكسورة، وقد يكون لها أثر أو لا يكون.
سليمان البسام، المعروف باختياره للفنانين والعاملين في مسرحه من بلدان وجنسيات مختلفة، قال: «لا تعنيني الهويات الضيقة»، وإنه كان يعد لافتتاح جديده (آي ميديا) في بداية عام 2020 بدار الأوبرا في الكويت، وحلت الجائحة لتلغي المواعيد، وتبدل تالياً في صيغة العرض المسرحي.
وأضاف البسام أن عرضه كان يتصف ببعد أوبرالي مع ممثلين كثر، مستطرداً: «رُب ضارة نافعة، أعيدت صياغة النص، ليبث إذاعياً، مما أعطاه بعداً لم يكن في ذهني».
وهكذا بدأت التمارين في أكتوبر 2021 مع حلا عمران وفريق التنين عبد قبيسي وعلي الحوت، وعُرضت «آي ميديا» بافتتاح مهرجان قرطاج المسرحي في تونس، ومن ثم بمهرجان القاهرة، و«حصدنا منهما جوائز التفضيل نصاً، وعرضاً وأفضل ممثلة لحلا عمران».
وعن المشاركة في مهرجان المسرح العربي، قال البسام: «مهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح، برعاية الملك محمد السادس والشيخ د. سلطان القاسمي، يحمل الكثير من المعاني والدلالات، التي يأتي في مقدمتها إنه عرس المسرح العربي، الذي يشد إليه أهل المسرح في العالم العربي رحالهم، لتقديم أحدث وأفضل نتاجاتهم في حوار يهدف إلى إثراء الحركة المسرحية عربياً ودولياً».
ووصف البسام «آي ميديا» بأنها «إعداد حر للأسطورة اليونانية، اعتمد على البنى المتدهورة للحقيقة في عالم رقمي، لإعادة تخيل ميديا في عصر الاستبداد القائم على التكنولوجيا»، لافتاً إلى أن «ميديا» مهاجرة عربية واضحة الخطاب في مقاربتها ل «وحشية» ما بعد الاستعمار.
وكان العمل حصد ثلاث جوائز رئيسة بمهرجان قرطاج، الذي يعد أبرز الفعاليات المسرحية في العالم العربي. فقد فاز الفنان سليمان البسام بجائزة أفضل نص مسرحي عن عمله (آي ميديا)، وفازت الفنانة حلا عمران بجائزة أفضل ممثلة عن ذات العمل، وإيريك سواييه بجائزة أفضل سينوغرافيا عن العمل، الذي حاز إشادة وإعجاب النقاد والمسرحيين وجمهور المهرجان.
وبذلك تكون الكويت حازت أهم ثلاث جوائز رئيسة من بين الجوائز الخمس التي يقدمها المهرجان، الذي تنافس فيه 12 عرضاً مسرحياً.
وبعد قرطاج توجه البسام وفريقه إلى القاهرة، حيث اقتنصت الممثلة السورية الفرنسية حلا عمران جائزة أفضل ممثلة في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة للمسرح التجريبي.
بعدها حطت المسرحية الرحال في العاصمة المكسيكية، تلبية لدعوة رسمية، حيث استقبلت بحفاوة كبيرة من القطاعات الثقافية والفنية في المكسيك.
وفي ختام تصريحه، ثمَّن البسام مبادرة ودعوة الهيئة العربية للمسرح، للمشاركة في فعاليات عرسها المسرحي العربي، مشيداً بالمستوى الرفيع الذي تتمتع به الحركة المسرحية والمسرحيون في المغرب.