بلغ ريال مدريد نهائي كأس السوبر الإسبانية لكرة القدم، بفوزه الأربعاء بركلات الترجيح على فالنسيا 4-3، بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1، على ملعب الملك فهد في العاصمة السعودية (الرياض).
وهذه هي المرة الثالثة التي يبلغ ريال مدريد النهائي في أربع سنوات منذ أن تحول النظام إلى بطولة مصغرة في 2019، وتوّج بالنسخة الأولى، ونسخة العام الماضي.
ودخل الريال المباراة بعد سقوطه ضد فياريال في الدوري السبت، مما تسبب في خسارته الصدارة المشتركة مع برشلونة، الذي فاز الأحد على أتلتيكو مدريد.
تألق الحراس
وسيطر ريال مدريد، الغائب عنه لاعب الوسط الفرنسي أوريليان تشواميني والمدافع النمساوي دافيد ألابا للإصابة، على ربع الساعة الأول، وعلت رأسية البرازيلي إيدير ميليتاو المرمى (5)، قبل أن يسدد مواطنه رودريغو، إثر هجمة مرتدة كرة علت المرمى (10).
وتوغل بعد ذلك بنزيمة إلى داخل المنطقة بطريقة جميلة، وسدد كرة قوية، لكنها كانت خارج الخشبات الثلاث (14).
ورفع بعدها فالنسيا من إيقاعه، وأتيحت له الفرصة الأخطر في الشوط الأول عندما تابع الأوروغوياني إدينسون كافاني الكرة من عرضية برأسية قوية، أبدع كورتوا في التصدي لها (19).
ووصلت بعد ذلك الكرة إلى توني لاتو داخل المنطقة، وطالب بركلة جزاء، زاعماً عرقلة من كورتوا (20).
وحصل بنزيمة على ركلة جزاء عندما رفع ميليتاو كرة رائعة طويلة من خلف المدافعين، روّضها الفرنسي قبل أن يعرقله السويسري إيراي كوميرت، انبرى لها بنجاح، وأرسل الحارس في الاتجاه المعاكس (39).
ودفع أنشيلوتي بالكرواتي لوكا مودريتش، بدلاً من الفرنسي إدواردو كامافينغا للإصابة مباشرة بعد الاستراحة، لكن فالنسيا احتاج إلى بضع ثوانٍ بعد الصافرة لمعادلة الأرقام.
ورفع لاتو عرضية طويلة عن الجهة اليمنى نحو القائم الثاني، وتمكن لينو من الإفلات من الرقابة الدفاعية من لوكاس فاسكيس، وتابع الكرة على الطائر منخفضة بيمناه في الشباك (46).
ولم يشهد الشوط الثاني فرصاً تذكر من الطرفين، لا بل تعرض الريال لضربتين أخريين، بإصابة كل من فاسكيس في ركبته وميليتاو، ودخل مكانهما دانيال كارفاخال (68) والفرنسي فيرلان مندي (74).
وكانت آخر محاولة للأوروغوياني فيديريكو فالفيردي، بتسديدة بعيدة تصدى لها الحارس (90+7)، ليحتكم الفريقان إلى التمديد.
كورتوا يواصل التألق
وواصل الحارس تألقه، بعدما ارتمى ببراعة لإبعاد تسديدة قوية من فينيسيوس من خارج المنطقة إلى ركنية (92)، ومن ثم أخرى للألماني توني كروس (105).
وكان الدور لاحقاً على كورتوا لإنقاذ مرماه من هدف محقق، بعدما تصدى بذراعه اليمنى لتسديدة قوية من فرانسيسكو بيريس بقدمه اليسرى من مسافة قريبة، إثر بينية جميلة إلى داخل المنطقة من الغيني إلياش موريبا (110)، ليلجأ الفريقان إلى ركلات الترجيح.
سجل بنزيمة، ومودريتش، وكروس وماركو أسينسيو لريال مدريد، في حين سجل كافاني الأولى لفالنسيا، قبل أن يهدر كوميرت ويسجل موريبا وهوغو غيامون، قبل أن يتصدى كورتوا لمحاولة خوسيه لويس غايا في منتصف المرمى.
وهذه المرة الثالثة التي تقام كأس السوبر في المملكة كجزء من اتفاقية تستمر حتى عام 2029، يتقاضى على إثرها الاتحاد الإسباني 40 مليون يورو في الموسم. أقيمت النسخة الأولى في جدة مطلع 2020 وتوج بها ريال مدريد، إثر فوزه على جاره أتلتيكو بركلات الترجيح.
وانتقلت عاماً إلى إشبيلية، بسبب تداعيات جائحة كورونا، وكان اللقب لأتلتيك بلباو، الذي تغلب على برشلونة 3-2 في التمديد، وعادت أوائل 2022 إلى الرياض وتوج بها ريال مدريد، بفوزه 2-صفر على بلباو.
أنشيلوتي: لسنا في أفضل مستوياتنا
أقر الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد، بأنه على الرغم من بلوغ نهائي كأس السوبر الإسبانية، بعد الإطاحة بفالنسيا بركلات الترجيح 4-3، فإن فريقه ليس في أفضل مستوياته، إلا أنه يعتبر هذا الأمر «عادياً» بسبب فترة التوقف لمونديال 2022 في قطر.
وقال أنشيلوتي: «كانت مباراة معقدة ولكن في هذا المستوى لا توجد مباريات سهلة. واجهنا خصما دافع جيدا وتمكنا من التعامل معه. من الواضح أن الفريق ليس في أفضل مستوياته، لكنه حقق هدفه على الرغم من أنه لم يلعب جيدا في بعض اللحظات».
وتابع: «المشكلة لم تكن بدنية لأننا قدمنا أداء أفضل في نهاية اللقاء وحاولنا التسجيل. كما قلت لسنا في أفضل مستوياتنا وهذا عادي. علينا أن نتحسن تدريجيا. أثرت علينا إصابات كامافينجا ولوكاس فاسكيز وأجبرنا على الدفع بلاعبين عائدين من إصابة مثل كارباخال وميندي. ولكننا تأهلنا للنهائي مرة أخرى».
وأكد: «لسنا في أفضل مستوياتنا وعلينا أن نعاني قليلا للفوز بالمباريات»، مضيفا: «بلوغ النهائي هو ما كنا نريده. عادة ما نقدم أداء جيدا في النهائيات. سنرى ما سيحدث. إنها لحظة مختلفة عن العام الماضي، لكن سوف نكافح من أجل الفوز بكأس السوبر».