في القيم يتعارف الناس وفي المبادئ تلتقي الأعراف وفي العادات تتفق كلتاهما، ولكن إذا انسلخ البعض من كل ذلك، وأصبحوا بلا قيم ولا مبادئ ولا عادات ولا أعراف، وأخلاقهم دون مستوى الحوار، فهؤلاء هم من يهدمون المجتمعات ويفككون وحدة الصف، ويصنعون الأزمات ويتداولون الشائعات، ويخلقون الفوضى ويتدخلون فيما لا يعنيهم، ويسعون إلى حماية من هم على شاكلتهم حتى لا تنكشف ملفاتهم المحمولة بأوزان الاختلاسات والسرقات، فيبادرون بتشويه المشهد وسمعة الآخرين حتى يخلطوا الأوضاع والأوراق، ويضيع الجميع، ويشغلوا الآخرين بأمور جانبية بعيدة كل البعد عن بلاويهم وتجاوزاتهم، لأنها مبادئ اللصوص الذين يحللون ويحرمون على مزاجهم ووفقا لأهواء أدواتهم ومعازيبهم.

والطامة الكبرى بالمطبلين لهم والداعمين لأهدافهم لأنهم في نهاية المطاف شركاء في توزيع الهبات التي اختلسوها من أموال الآخرين، وتتعدد صفات هؤلاء بأوصاف مختلفة وتسميات متعددة وألقاب اكتسبوها من المستفيدين من استمرار الصفقات المشبوهة، وهؤلاء يتباهون بسواد أفعالهم، ويتفاخرون بالأموال الحرام.

Ad

وهؤلاء اللصوص الصغار تتلمذوا على يد من كانوا يستخدمونهم مناديب لتمرير الشبهات حتى يكونوا كبش الفداء مقابل كسب الفتات، لأنهم مجرد إمعات لا تحرك ساكنا، وعند البحث في ماضيهم تكتشف أنهم فاشلون يعتاشون على الآخرين، ويصادقون من يصرفون عليهم مقابل أن يتحولوا إلى مهرجين.

والسؤال: متى سيتم كشف ملفات هؤلاء الصبيان؟ ومتى سيفي من وعدوا باسترجاع الأموال المنهوبة مهما كانت قيمتها؟ وهل سيتم الإعلان عن هؤلاء الحرامية؟ لأن المتابعين والمراقبين لهذه القضية المهمة والحيوية ينتظرون أن ينفذ من وعدوا باسترجاع الأموال المنهوبة ما صرحوا به في السابق حتى يكتمل المشهد، ويلتقي اللصوص بكل أصنافهم على طبق واحد خلف الزنزانة، ويصبحوا عبرة لمن يعتبر، خصوصاً أن هناك من لا يزالون يختبئون خلف أقنعة الفضيلة، وهم في الواقع لصوص ومرتزقة.

إن الغبار الذي يثيره البعض لإلهاء الآخرين بأمور جانبية يجب أن يتداركه العقلاء الذين يجب أن يجتازوا مرحلة خلط الأوراق إلى ترتيب الأولويات ومحاسبة كل متطاول على المال العام في مختلف المواقع.

آخر السطر:

إن لم تستح فافعل ما شئت.