إيران: الإقصاءات تمتد لمسؤولي الصف الأول
• خامنئي يوافق على استبعاد شمخاني... واتهام مساعده «البريطاني» بالتورط في اغتيال فخري زاده
• تغيير الأمين العام للمجلس الأعلى الثقافي المقرب من الإصلاحيين
في خطوة تعد مؤشراً واضحاً على اتجاه النظام الإيراني إلى مزيد من التشدد كرد فعل دفاعي على الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ سبتمبر الماضي، وصلت حملة إقصاء المسؤولين، التي شملت خصوصاً أولئك الذين كانوا مرتبطين تاريخياً بالتيار الإصلاحي، إلى الصف الأول القيادي في هرم السلطة.
فقد أكد مصدر في مكتب المرشد علي خامنئي، ل «الجريدة»، أن الأخير وافق على تغيير الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي، علي شمخاني، الذي يتولى ذلك المنصب المهم والحساس منذ 2013.
ويعتبر شمخاني، الذي ينتمي إلى الأقلية العربية الإيرانية، من كبار قادة «الحرس الثوري» المقربين من الإصلاحيين، وتولى منصب وزير الدفاع في حكومة الرئيس الأسبق محمد خاتمي ووزارة «الحرس» في حكومة ميرحسين موسوي عندما كان المرشد نفسه رئيساً للجمهورية.
وبحسب المصدر، وافق خامنئي، أمس الأول، على تغيير الأمين العام للمجلس الأعلى الثقافي سعيد رضا عاملي المقرب من الإصلاحيين، والذي كان معارضاً لتوجهات الرئيس الأصولي المتشدد إبراهيم رئيسي لتعزيز عمل شرطة الأخلاق، وعيّن الأصولي عبدالحسين خسرو بناه بدلاً منه.
وكان خامنئي أقال الأسبوع الماضي قائد الشرطة حسين أشتري وعيّن مكانه أحمد رضا رادان الذي عُرف بقمعه القوي لاحتجاجات 2009 عندما كان قائداً لشرطة العاصمة.
وأشار المصدر إلى أن خامنئي رفض، في المقابل، طلباً من رئيسي بإقالة وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان واستبداله بنائبه علي باقري كني.
وجاء كشف المصدر عن نوايا خامنئي بشأن شمخاني بالتزامن مع مزاعم جديدة أطلقتها سلطات طهران، بحق علي رضا أكبري المساعد السابق للأمين العام لمجلس الأمن القومي، الذي حُكم عليه بالإعدام بعد «إدانته بالتجسس لمصلحة بريطانيا».
ونشرت وكالة الأنباء الرسمية، أمس، مقطعاً مصوراً قالت إنه يُظهر أن أكبري، وهو بريطاني إيراني، لعب دوراً في اغتيال العالم النووي البارز محسن فخري زاده، الذي يُوصف بأنه الأب الروحي للبرنامج الذري العسكري، عام 2020.
في هذه الأثناء، كرر المرشد الإيراني اتهامه لأطراف خارجية بتدبير وتأجيج الاحتجاجات والاضطرابات التي تقترب من إتمام شهرها الرابع. وقال خامنئي خلال استقباله عدداً من المنشدين الدينيين في طهران: «في قلبي، أعجبت بخطة العدو الكاملة والمحاكة بدقة، لكن حساباتهم كانت خاطئة».
في موازاة ذلك، صرح وزير الداخلية أحمد وحيدي بأن «بعض الأشخاص، وبسبب الضلال، ارتكبوا جرائم كثيرة خلال أعمال الشغب الأخيرة، وسينالون جزاء أعمالهم»، فيما شدد رئيسي على أن إيران وشعبها لن يستسلما في «حرب الإرادات، رغم مساعي العدو لتضييق الخناق علينا من خلال أقصى الضغوط».