المادة المشار إليها في العنوان تعطي الحق لمجلس الوزراء بصرف راتب استثنائي للمؤمّن عليهم، وقد كثر الكلام حواليها عندما اكتشف أفراد الشعب أن الحكومات السابقة قد استخدمت هذه المادة لقلة من المتقاعدين بشكل مخيف يدلل على أنها حكومات غير مسؤولة حتى لا نكبر الموضوع.
راتب تقاعدي يصل إلى 13 ألف دينار لبعض المسؤولين السابقين، وآخرون صرفت لهم بشكل رجعي لأسباب لا يعلمها إلا الله، ومن ثم قلة قليلة من الراسخين في العلم!
الأسئلة «اللي تقرقع بقلبي»: هؤلاء ألم تصرف لهم رواتب كبيرة وامتيازات أكبر أيام توليهم مهام عملهم؟ ألم يسافروا بطائرات خاصة لمهامهم الرسمية والمهمة يوم والباقي راحة واستجمام؟ والمصيبة الكبرى ألم يساهم هؤلاء من خلال مهام عملهم التي لم يؤدوها بالشكل الصحيح في إيصال البلد إلى ما وصل إليه؟!
إذا كان التعليم متدهوراً، والطرق خربت سياراتنا، والصحة تعاني، وكل القضايا الرئيسة معطلة، فلماذا يتقاضى هؤلاء كل هذه الرواتب من خلال المادة (80) سيئة الذكر.
إذا كان ولا بد من استخدامها، فليكن لرب أسرة لا يتعدى راتبه 600 دينار، وما زال لديه أبناء أو بنات يدرسون في المراحل الجامعية أو ما يعادلها، والكل يعلم ما تعاني هذه الفئة، خصوصاً ونحن نشهد غلاء معيشة غير مسبوق.
يعلم الله أننا ما زلنا نبحث عن الإيجابيات لنكتب عنها، فقد سئم الناس من السلبيات، وما زلتُ أكرر بأن إشاراتنا المتعددة للسلبيات مل هي إلا أننا ما زلنا في بلد عز وخير، لكن هناك ممارسات حكومية وبرلمانية يجب ألا تترك دون تعليق سياسي مناسب لها، والمادة المشار إليها بالعنوان تمثل أسرع خريطة طريق لظلم المؤمن عليهم، لأنها تمارس باستنسابية، وفيها شبهات تنفيع مدى الحياة، بل لما بعد الحياة، وإلا بماذا نفسر أن تعطى استثناءات رواتب لمتقاعدين يملكون شققاً في باريس ولندن ونيويورك وباقي عواصم العالم؟!
من الآخر عدم إلغاء هذه المادة أو تقويم استخدامها ليستفيد منها المستحقون سيجعلنا نستمر في الردح إلى ما شاء الله، وسمو الرئيس الإشادات الواسعة النطاق التي استقبلتك في بداية عهدك قد تنقلب إلى نقد قاسٍ ومستمر ما لم تبدأ بتغيير أولوياتك، فأنت معنيّ بخدمة الشعب الكويتي كافة لا جزء منه، وحتى تفعل ذلك أنت مطالب بمحاسبة كل المسؤولين حواليك وابدا بأقربهم.
قد تفعل ذلك وقد لا تفعل، لكن اعلم يا سمو الرئيس أن مسؤولين غيرك بدؤوا حياتهم السياسية بإشادات واسعة مثلك لأنهم عملوا لخدمة الشعب، لكن عندما اردتوا عن ذلك ارتد عنهم الشعب، وخرجوا من الحياة السياسية على أنغام كلمة «ارحل»، وآمل من كل قلبي ألا يحصل ذلك.
فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.