إيران تنفذ «أرفع» إعدام
• شَنْق أكبري بتهمة التجسس لبريطانيا يبعث رسائل إلى الداخل والخارج ولندن تتوعد بالعقاب
• صراع بين رئيسي و«الحرس» على منصب شمخاني
أصبح نائب وزير الدفاع الإيراني السابق علي رضا أكبري، مساعد الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الحالي علي شمخاني، المسؤول الحكومي الأول وأرفع شخصية تعدمها إيران، في موجة الإعدامات التي أطلقتها رداً على الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ سبتمبر الماضي.
وبعد ثلاثة أيام فقط من الكشف عن إدانته بالتجسس لمصلحة المملكة المتحدة التي يحمل جنسيتها، أفادت السلطات القضائية الإيرانية بأن حكم الإعدام نفّذ شنقاً بعد إدانة أكبري ب «الإفساد في الأرض والمسّ بالأمن الداخلي والخارجي للبلاد»، مشيرة إلى أن «نشاطات جهاز الاستخبارات البريطاني في القضية أظهرت قيمة المدان وثقة العدو به».
واتهمت السلطات أكبري (61 عاماً)، الذي يوصف بأنه مقرب من شمخاني، بتلقي «1.805 مليون يورو و265 ألف جنيه إسترليني و50 ألف دولار أميركي» مقابل إفشاء أسرار عن 178 شخصية إيرانية بارزة، منها الأب الروحي للبرنامج النووي سعيد فخري زاده الذي تم اغتياله عام 2020.
وفور إعلان تنفيذ الحكم، دانت بريطانيا الخطوة واستدعت القائم بالأعمال الإيراني لديها ل «توضيح اشمئزازها». وبينما قال وزير الخارجية جيمس كليفرلي، إن «العمل الهمجي لن يمر دون عقاب»، وصف رئيس الوزراء ريشي سوناك إعدام أكبري ب «المروّع»، معتبراً أنه «عمل قاسٍ وجبان نفذه نظام همجي لا يحترم حقوق الإنسان لشعبه».
وفرضت المملكة المتحدة عقوبات على النائب العام الإيراني، فيما وصف السفير الأميركي في لندن الإعدام ب «المروع والمثير للاشمئزاز». كما دانت منظمة العفو الدولية الخطوة، معتبرة أنها «دليل جديد على هجوم إيران الشنيع على الحق في الحياة»، داعية الحكومة البريطانية إلى «التحقيق بشكل كامل» في اتهامات بتعرضه للتعذيب.
ولم يتضح بعدُ ما إذا كان إعدام أكبري مرتبطاً بحسابات داخلية بحكم قربه من شمخاني آخر الإصلاحيين الذي لا يزال يحتفظ بمنصب مؤثر في تركيبة الحكم الإيرانية.
وأكد مصدر مطلع في مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، ل «الجريدة»، أن الرئيس إبراهيم رئيسي مازال يصر على تغيير شمخاني، عازياً تأخر الخطوة إلى الخلافات الحادة والصراع الذي برز بين رئيسي و«الحرس» على الشخصية التي يجب أن تتولى المنصب.
وعلى الرغم من قيام وكالة نور نيوز التابعة للمجلس الأعلى للأمن القومي بنفي التقارير عن إقصاء شمخاني، أكد المصدر أن الأخير التقى خامنئي ليل الأربعاء الخميس وقدم استقالته متعللاً بمشاكل صحية.
وبحسب المصدر، طلب خامنئي من شمخاني الاستمرار بمنصبه ريثما يتم الاتفاق على من سيخلفه، لافتاً إلى أن الصراع حول منصب شمخاني امتد لأروقة البرلمان حيث جهز نواب «الحرس» لائحة تضم 10 وزراء تمهيداً لاستجوابهم وسحب الثقة منهم، وهو ما قد يؤدي إلى إجبار رئيسي على تشكيل حكومة جديدة.
في غضون ذلك، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، القادم من لبنان حيث التقى المسؤولين هناك والأمين العام ل «حزب الله» حسن نصرالله.
وفي تناقض مع تصريحات سابقة لمسؤولين إيرانيين آخرين، قال عبداللهيان في ختام زيارته إلى بيروت إن «السعودية غير مستعدة حتى الآن لتطبيع العلاقات مع طهران».