«ماذا لو؟»... تساؤل لا مكان له في نهج السلطة وليس في ذهن الغالبية من الناس على أغلب الظن. ماذا لو قدمت الحكومة استقالتها وحُل مجلس الأمة أو قلبنا المعادلة فظلت الحكومة وبقي المجلس، فماذا ستكون النتيجة...؟ لا شيء. إجابة مملة ومعروفة، ستأتي حكومة جديدة بذات النهج، مجرد تغير أسماء دون تغيير في التفكير، هي ساعة منضبطة لا تقدم ولا تؤخر وعلى طمام المرحوم، أما المجلس فلن يحدث به تجديد طالما آليات الانتخاب على حالها الذي تحدده السلطة الحاكمة، وطالما ظل الوضع الثقافي العام المحنط على حاله.
كم مرة قرأنا (إذا كان هناك من يقرأ ويستوعب عند أصحاب القرار) عناوين تقارير «الشال» والدراسات الاقتصادية المختلفة على مدى سنوات ممتدة؟ ماذا تغير؟! وهل تتوقعون أن يتغير نهج السلطة؟ وهل يشغلها أي نوع من القلق عن وضع البلد ليس اليوم وفي هذه اللحظة بل في الغد القريب، بعد أربع وخمس سنوات...؟ «إن الكويت هي البلد الوحيد في العالم الذي يعتمد في ميزانيته بنسبة 90 في المئة على النفط... النفط فقد 26 في المئة من سعره منذ أبريل الماضي... الكويت هي البلد الوحيد الذي سوف تخرج مؤسساته التعليمية نحو 100 ألف شاب وشابة خلال السنوات الأربع القادمة... توقعات متشائمة لمراكز الثقل العالمي... أميركا والصين والاتحاد الأوروبي...»، كانت تلك مقتطفات بسيطة كتبت باللغة الهيروغليفية (إذا كان هناك من يقرأ في السلطة) من تقرير «الشال».
ماذا بعد...؟ لا شيء! تذهب حكومة وتأتي حكومة... يذهب مجلس ويأتي مجلس أو لا يأتي والله أعلم بالنوايا... ماذا بعد؟ لا شيء... ماذا لو كانت هذه السلطة تقلق على مصير هذه الدولة، بدلاً من قلقها الأبدي على أوضاعها...؟ هل تصدقون بالفعل أنتم أبخص دائماً... ماذا لو آمنتم ولو مرة واحدة بأنكم لستم الأبخص...؟