وسط حديث أميركي - بريطاني عن نشوء شراكة دفاعية كاملة بين روسيا وإيران المتهمة من قِبَل الغرب بدعم حملة موسكو العسكرية ضد أوكرانيا، أكد مصدر مطّلع في وزارة الدفاع الإيرانية ل «الجريدة» أن موسكو سلمت طهران دفعة من مقاتلات سوخوي (سو 35) الحديثة، بعد أن أجرت عليها تعديلات بهدف نزع «مخالبها الهجومية»، لتفادي الإضرار بالعلاقات الاستراتيجية المتنامية بين «الكرملين» والقوى الخليجية، مع الاكتفاء بتعزيز قدرات الطائرات العسكرية الدفاعية لمواجهة أي هجوم محتمل على منشآت الجمهورية الإسلامية النووية.

وحسب المصدر، فإن السرب الجديد يشمل 12 طائرة من طراز «سو 35 إس» الأكثر تطوراً، والذي يوصف بأنه البديل لطائرات الشبح الأميركية (إف 35).

Ad

وذكر أن موسكو بررت نزع القدرات على شن ضربات أرضية من «سو 35»، التي تضم تكنولوجيات من فئة الجيل الخامس وتمتلك 12 نقطة لتحديد الأهداف من مسافات قد تبعد 400 كيلومتر، بأن طهران طلبت التسلح بالمقاتلات بهدف تأمين مجالها الجوي في حال تعرّضها لهجوم من قبل المقاتلات الأميركية أو الإسرائيلية في ظل انسداد مسار المفاوضات الدبلوماسية بشأن إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وأفاد بأن طهران قبلت الحصول على الدفعة الأولى من السرب، رغم وضع «الكرملين» للعديد من الشروط الصارمة بشأن استخدام المقاتلات، تحت الضغط المتزايد للتهديدات الإسرائيلية والأميركية باحتمال اللجوء إلى الخيار العسكري ضد منشآتها النووية.

وأوضح أن الشروط الروسية تضمّنت حرمان إيران من القدرة على إدخال أي تعديلات على الطائرات، مع وضع شرط جزئي ينص على وقف تزويدها بقطع الغيار والصيانة الضرورية في حالة خالفت ذلك.

وتحدّث المصدر عن وصول الطائرات بالفعل إلى إيران وبدء تجميع مكوناتها في قاعدة عسكرية بالقرب من مدينة أصفهان وسط البلد.

وأشار إلى أن موسكو لم ترسل حتى الآن القذائف والصواريخ، من طراز جو جو، الخاصة بتلك المقاتلات، وهو ما يعني عملياً عدم إدخالها الخدمة، حتى في حال جاهزيتها على وجه السرعة. وادعى أن إيران طورت أسلحة تعمل بآشعة الليزر يمكن إدماجها على المقالات الروسية التي تفوق سرعتها سرعة نظيرتها الأميركية «إف 35»، ويمكنها الاشتباك مع 8 أهداف في الوقت نفسه.

في غضون ذلك، أعلن عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، شهريار حيدري، أن بلاده ستتسلم عدداً من المقاتلات الروسية «سوخوي 35» في 21 مارس المقبل.

وقال حيدري: «طلبنا من روسيا الحصول على معدات مثل أنظمة الدفاع والصواريخ والمروحيات، ومعظم هذه الأسلحة ستدخل البلاد قريباً».

إعادة نظر

إلى ذلك، تواصلت ردود الفعل الدولية المنددة بإعدام المسؤول السابق في وزارة الدفاع الإيرانية، علي رضا أكبري، الذي يحمل الجنسية البريطانية أيضاً، أمس الأول، فيما أفادت أوساط سياسية بأن المملكة المتحدة ستعيد النظر في دعمها للاتفاق النووي الإيراني. وأشارت مصادر بارزة في الحكومة البريطانية، تحدثت لصحيفة صنداي تلغراف إلى أن العلاقة مع طهران تعرّضت لتوتر شديد في الأشهر الأخيرة، بسبب سياسة «القمع الوحشي»، التي تنتهجها تجاه الاحتجاجات الداخلية ضد النظام. وأوضحت لندن، اللاعب الرئيسي بمحادثات استعادة الاتفاق الدولي مع طهران، أن «جميع الخيارات بشأن إحياء الاتفاق النووي قيد المراجعة حالياً».

ويأتي ذلك عشية بدء وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، زيارة إلى العاصمة الأميركية لإجراء محادثات مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، حول ملف إيران.

بنك أهداف

وفيما أثارت الاهتمام تغريدة لوزير خارجية قطر السابق حمد بن جاسم توقّع فيها حدوث هجوم اسرائيلي على إيران، أعلن رئيس الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، أن جيشه زاد من جهوده في السنوات الأخيرة من أجل التحضير لهجوم محتمل على المنشآت النووية الإيرانية، وأن بنك أهدافه في الجمهورية الإسلامية، الذي يشمل البرنامج النووي، اتسع بشكل كبير جداً.

وقال كوخافي، قبل أن يغادر منصبه اليوم، إن الجيش الإسرائيلي لديه الآن معلومات أكثر بكثير عن إيران، إضافة إلى المزيد من الأسلحة والذخيرة المناسبة لهجوم محتمل عليها. وأضاف: «عندما يحين الوقت وتعطي الحكومة الإسرائيلية مثل هذا الأمر، فإنّ الجيش لديه القدرة على أداء المهمة الرئيسية بمهاجمة إيران».

ورداً على سؤال عمّا سيحدث إذا لم ترافق واشنطن الدولة العبرية في مثل هذا العمل، قال كوخافي: «يجب أن تمتلك إسرائيل القدرة اللازمة لتنفيذ مثل هذه العملية. حتى لو كان هذا يعني الذهاب بمفردها».

وشدد على أنه: «إذا تم توقيع اتفاق جديد مع إيران، فلا ينبغي أن يكون لهذا الاتفاق تاريخ انتهاء، ويجب أن يشمل مراقبة البرامج العسكرية والصاروخية للنظام الإيراني».

وأكد كوخافي أن إسرائيل تمكنت إلى حد كبير من منع نقل الأسلحة المتقدمة من إيران إلى «حزب الله» اللبناني عبر سورية.

دعم سورية

من جهة أخرى، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن إيران تحدّ من تزويد سورية بالنفط بأسعار رخيصة، وقالت مصادر إن وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان أبلغ دمشق خلال زيارته لها، أمس الأول، ب «ضرورة أن تدفع مقابل تزويدها بشحنات نفط إضافية».

جاء ذلك في وقت اشتدت أزمة انقطاع الغاز الطبيعي بالعديد من المحافظات الإيرانية التي تضربها موجة برد قارس، وهو ما زاد من غضب «الشارع الإيراني الثائر»، بسبب تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية.

ومنذ صيف عام 2019، تستورد الحكومة السورية نحو مليوني برميل من الخام الإيراني شهرياً، مما جعلها في المرتبة الثانية في قائمة مستوردي النفط الإيراني بعد الصين.