كشفت مصادر دبلوماسية أن التواصل بين الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر مستمر لأجل حسم الموعد النهائي للقاء باريس الرباعي حول لبنان، مضيفة أن الاتصالات قد تفضي إلى عقد الاجتماع في الأسبوع الأول من الشهر المقبل، على أن يستمر لأكثر من يومين، حيث ستعقد على هامشه لقاءات ثنائية لمناقشة أوراق سياسية واضحة تعمل كل دولة على إعدادها.

وقالت المصادر، لـ«الجريدة»، إنه من خلال مناقشة هذه الأوراق يفترض الوصول إلى نقاط مشتركة ترقى إلى مستوى مبادرة سياسية يتم اطلاع المسؤولين اللبنانيين عليها، على أن توجه نصائح لهم بضرورة التفاعل معها إيجابيا كي لا تتدهور الأوضاع أكثر.

Ad

وهذا التحرك الدولي كان مطلبا أساسيا للبطريرك الماروني بشارة الراعي ولا يزال. وفي عظته أمس قال الراعي إنه «من المخجل أن دولا عربية ودولية تعقد لقاءات وتتشاور من أجل مساعدة لبنان وانتخاب رئيس فيما مجلس النواب مقفل على التصويت متلطيا وراء بدعة الاتفاق مسبقا على شخص الرئيس وهم بذلك يطعنون بالصميم نظامنا الديموقراطي البرلماني».

وطالب الراعي النواب ب «الكفّ عن هدم البلاد والمؤسسات وعن إفقار المواطنين وبانتخاب رئيس وفقا للدستور تكون عينه شبعانة يأتي للعطاء لا ليأخذ»، كما حذر من أن إطالة الشغور سيتبعها شغور في كبريات المؤسسات الوطنية الدستورية والقضائية والمالية والعسكرية والدبلوماسية، «ومن مخطط لخلق فراغ في المناصب المارونية والمسيحية وما نطالبه لطوائفنا نطالب به لطوائف أخرى»، منبها من أن «جو المجتمع تغيّر والنفوس تغلي وهي على أهبة الانتفاضة، إذ لم يصل شعب في العالم الى هذا المستوى من الانهيار من دون أن ينتفض ويثور».

ولا بد من التوقف باهتمام أمام كلام الراعي، خصوصا أن مصادر دبلوماسية تشدد على ضرورة انعقاد اللقاء الرباعي في باريس ووصوله إلى تفاهم على صيغة سياسية للحل. وتقول المصادر إنه في حال عدم الوصول إلى نقاط مشتركة أو برنامج واضح المعالم فحينها سيذهب الوضع في لبنان باتجاهات أسوأ قد تؤدي إلى زيادة الانهيار وارتفاع منسوب الفوضى السياسية والأمنية والاجتماعية.