نتنياهو المأزوم يدرس ضرب إيران
• دعا رؤساء الأجهزة الأمنية إلى اجتماعات سرية لبحث الهجوم وجاهزية الجبهة الداخلية
• واشنطن ولندن تبحثان خيارات ما بعد المفاوضات النووية
• موسكو تزوّد طهران بمقاتلات SU35 يمكنها التصدي ل F35
بعد غيابه عن التوقعات في العامين الماضيين، عاد للتداول بقوة احتمالُ اندلاع حرب في المنطقة بين إسرائيل وإيران. فقد تقاطعت مؤشرات تجعل سيناريو الحرب محتملاً، تتمثل في الأزمة السياسية الداخلية في إسرائيل، التي وصلت إلى حد التحذير من حرب أهلية، وزيادة التأكيدات حول تعذر إحياء الاتفاق النووي مع إيران بشكل كامل، فضلاً عن الوضع الداخلي المضطرب الذي تعيشه الأخيرة على وقع أطول موجة احتجاجات تشهدها منذ ثمانينيات القرن المنصرم، إضافة إلى تحركات عسكرية في طهران وتل أبيب.
وعلمت «الجريدة»، من مصدر مطلع، أن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعا رؤساء الأجهزة الأمنية لجلسات سرية سيبحث فيها مسألة توجيه ضربة لإيران، ومدى جاهزية الجيش الإسرائيلي لذلك، إلى جانب فحص جاهزية الجبهة الداخلية لاستيعاب ضربات إيرانية رداً على تلك الضربة المحتملة.
وحذر المصدر من أن الأزمة الداخلية التي يعيشها نتنياهو، خصوصاً بعدما شارك نحو 100 ألف إسرائيلي مساء السبت الأحد في تل أبيب بتظاهرة ضد التعديلات القضائية التي ينوي حلفاؤه في الائتلاف الحكومي إقرارها، قد تدفعه لاتخاذ قرار بتوجيه ضربة إلى إيران وإشعال حرب وتأجيل كل التغييرات القضائية والتشريعية المطروحة على جدول أعمال المتشددين في حكومته.
وقال إن ما يهم نتنياهو هو إلغاء محاكمته فقط، وكل الوسائل شرعية في نظره، وهذه حقيقة واضحة للجميع في إسرائيل دفعت مسؤولين في جهات أمنية لتحذيره من أن تمسكه بأجندة اليمين المتطرف الديني تضع «النظام الديموقراطي» الإسرائيلي على المحك، وأنه ليس هناك إسرائيلي واحد يريد تحويل البلاد إلى دكتاتورية أو أن يتحكم فيها شخص أو عائلة أو مجموعة لديها مشاكل شخصية مع الجهاز القضائي.
وبينما أثارت الاهتمام تغريدة لرئيس الحكومة وزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم يحذر فيها من ضربة إسرائيلية لإيران، ويدعو دول الخليج للاستعداد، ذكر رئيس الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، أمس أن بنك أهدافه في إيران، الذي يشمل البرنامج النووي، اتسع بشكل كبير جداً، مؤكداً جاهزية جيشه لشن الهجوم بشكل منفرد في حال اتخاذ القيادة السياسية للقرار، وإن كان بدون موافقة واشنطن.
من جهة أخرى، وبعد حديث مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أندريا غروسي الأسبوع الماضي عن انهيار المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، يبدأ وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي اليوم زيارة لواشنطن لإجراء محادثات مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، حول ملف إيران، قالت وسائل إعلام بريطانية إنها ستتمحور حول إعادة النظر في المفاوضات النووية والخيارات المتاحة.
ومع تزايد التحذيرات الغربية من دخول طهران، المتهمة بدعم حملة روسيا العسكرية ضد أوكرانيا، في شراكة دفاعية كاملة مع موسكو، أعلن برلماني إيراني أن بلاده ستتسلم مقاتلات SU35 روسية بحلول مارس المقبل. وكشف مصدر مطلع في وزارة الدفاع الإيرانية ل «الجريدة» أن طهران تسلمت بالفعل 12 مقاتلة من طراز SU35، لكنه أشار إلى أن موسكو أجرت عليها تعديلات بهدف نزع «مخالبها الهجومية»، لتفادي الإضرار بالعلاقات الاستراتيجية المتنامية مع القوى الخليجية.
وذكر المصدر أن الكرملين اكتفى بتعزيز القدرات الدفاعية للدفعة الأولى من السرب الإيراني، بهدف صد أي هجوم محتمل على منشآت الجمهورية الإسلامية النووية، مشيراً إلى أن موسكو التي أرسلت أجزاء الطائرات، التي توصف بأنها الموازية لمقاتلات الشبح الأميركية F35 لكي يتم تجميعها بقاعدة قرب أصفهان، لم تزود طهران بعدُ بصواريخ جو جو الخاصة بالمقاتلات.