أمطار الخير تجاوزت 51 ملم وتسببت بإغلاقات وانهيارات
• «الأشغال»: المتساقطات فاقت طاقة شبكة التصريف وسيطرنا على تجمّعات المياه
• إغلاق جزئي لطريق الشعيبة نتيجة انهياره... و«الطرق» تعمل على إعادة تأهيله
تعرّضت البلاد، اليوم، لموجة مطرية غزيرة نتجت عنها تجمّعات للمياه في العديد من المناطق، كما تسببت بانهيارات في أحد الطرق الرئيسية بمنطقة الشعيبة، ومحاصرة بعض المركبات والأشخاص والمخيمات، لاسيما في مدينتَي صباح الأحمد والجهراء.
وقد سجلت العاصفة المطرية ذروتها مع أولى ساعات اليوم، خصوصا على بعض المناطق الجنوبية، وقد سجلت محطة قياس أمطار الصبية أعلى كمية أمطار بواقع 51.3 ملم، تلتها منطقة الخيران ب 48.8 ملم، فيما سجلت محطة مطار الكويت 29 ملم والوفرة 44 ملم والأحمدي 27 ملم والأبرق 21 ملم ومدينة الكويت 29 ملم.
وقد تعاملت فرق الطوارئ في وزارة الأشغال، بالتنسيق مع وزارة الداخلية والدفاع المدني وقوة الإطفاء وجهات الدولة ذات الأختصاص، مع تداعيات الأمطار، وعملت على تأمين عدم إغلاق الطرق السريعة أو «الداخلية» والتدخل للتعامل مع البلاغات الواردة، إضافة إلى توزيع الفرق على المناطق الحرجة.
وقال الوكيل المساعد لقطاع التخطيط والتنمية بالتكليف والمتحدث الرسمي باسم وزارة الأشغال، م. أحمد الصالح إن الأمطار اتسمت بالغزارة خلال فترة قصيرة من فجر اليوم، حيث بلغت 40 -50 ملم، وهذا يفوق القدرة الاستيعابية لشبكة تصريف مياه الأمطار.
وأوضح الصالح، في تصريح صحافي، أنه برغم غزارة الأمطار استطاعت فرق الطوارئ التابعة لقطاع هندسة الصيانة بالوزارة والهيئة العامة للطرق والنقل البري من السيطرة على الوضع، فلم يتم إغلاق أي من الطرق الداخلية أو الرئيسية فيما عدا بعض الحارات على يمين الطريق التي تعاملت معها فرق الطوارئ من خلال سحب كميات المياه لعدم إعاقة حركة السير على هذه الطرق.
وأكد المتابعة الحثيثة للحالة المطرية من قبل وزيرة الأشغال وزيرة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة، د. أماني بوقماز، ووكيلة الوزارة، م. مي المسعد، وجميع القياديين في القطاعات المعنية بالوزارة لمنع حدوث أي أضرار قد تنجم عن الأمطار بسبب تجمعات المياه، وذلك بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية الأخرى كافة.
وفيما تسببت الأمطار والسيول الناجمة عنها في انهيار جزء من الطريق الرئيسي بمنطقة الشعيبة، فقد أشار الصالح إلى أن الطريق يتبع الهيئة العامة للطرق والنقل البري، وتم التعامل معه من قبل الهيئة لإعادة تأهيله بعد الانهيار الذي حدث في أحد جوانبه.
إغلاقات محدودة
بدوره، قال ضابط قسم العلاقات العامة والتوعية المرورية في الإدارة العامة للمرور، الرائد عبدالله بوحسن، إن انهيار طريق الشعيبة كان على كتف الطريق ولم يكن في منتصفه، أو إحدى الحارات الرئيسية، إلا أنه يمثّل خطورة، وتم إرسال دوريات المرور إلى الموقع وإغلاق الحارة اليمنى وحارة كتف الطريق، مع وضع علامات تحذيرية لمستخدمي الطريق.
وقال بوحسن إن قطاع المرور والعمليات فعّل، منذ صباح اليوم، خطة الانتشار الأمني المروري الخاصة بالحالات الطارئة، ونشر أكثر من 250 دورية مرورية وأمنية في جميع الطرق الدائرية والرئيسية والمناطق الداخلية، مضيفا أن غرفة العمليات المركزية تلقت بلاغات تفيد بوجود تجمعات للمياه، مما تسبب في إغلاق طرق تمثلت في «طريق السادس استدارة صباح الناصر مع طريق كبد، وطريق الملك فهد متعدي منطقة الزور باتجاه منفذ النويصيب الحدودي، وطريق الفحيحيل باتجاه دوار الكوت، وطريق السناتر باتجاه ميناء الأحمدي، إضافة إلى طريق السادس مدخل طريق أمغرة، وطريق الفحيحيل السريع تحديدا فرعي نادي الساحل الرياضي باتجاه نادي الفحيحيل الرياضي».عبدالله بوحسن: 250 دورية أمنية ومرورية تعاملت مع الأمطار التي شهدتها البلاد
وقد عملت الدوريات على إغلاق تلك الطرق أو أجزاء منها، بالتعاون والتنسيق مع وزارة الأشغال والجهات الحكومية الأخرى.
إنقاذ 15 شخصاً
من جانبه، قال مدير إدارة العمليات بقوة الإطفاء العام، المقدم محمد الحجي، إن قوة الإطفاء رفعت جاهزية مراكز الإطفاء العام وفعّلت خطة الطوارئ الخاصة بالأمطار، ووضعت جميع المراكز في حالة تأهب قصوى، إضافة إلى التنسيق مع وزارة الدفاع (قوة واجب غيث، وقوة الواجب الحرس الوطني) ووزارة الداخلية ممثلة في الإدارة العامة للدفاع المدني.
وأضاف الحجي، في تصريح ل «الجريدة»، أن مراكز الإطفاء تعاملت مع 45 بلاغا وصلت إلى إدارة العمليات بقوة الإطفاء، لافتا إلى أن البلاغات تنوعت بين حوادث طرق وحوادث غرق مركبات، وحرائق، وموضحا أن رجال الإطفاء تمكنوا من إنقاذ 15 شخصا علقوا داخل مركباتهم، بسبب الأمطار الغزيرة.محمد الحجي: «الإطفاء» تعاملت مع 45 بلاغاً وأنقذت 15 شخصاً
وذكر أن جميع الأشخاص الذين تم إنقاذهم بحالة صحية جيدة ولم يصابوا بأي أذى، لافتا إلى أن قوة الإطفاء استخدمت المعدات الخاصة بالتعامل مع الحالات المطرية والسيول.
بدورها، أعلنت إدارة الأرصاد الجوية تحسّن الأجواء تدريجيا من بعد عصر اليوم، حيث قلّت السحب وانحسرت فرص الأمطار.
سحب تجمعات المياه بالتناكر
شهدت العديد من المواقع في مختلف المحافظات تجمعات للمياه في الشوارع بكميات كبيرة تعاملت معها «الأشغال» باستخدام التناكر، حيث قامت بسحب كميات الأمطار المتجمعة وإعادة فتح الطرق.
وأشارت «الأشغال» إلى أنه بخصوص المناطق الحرجة، وهي التي رصدت فيها تجمعات لمياه الأمطار في السابق، فلم يحدث بها تجمعات للأمطار، والمياه التي هطلت عليها استوعبتها الشبكة، وخلال تلك الموجة تلقت الوزارة 253 شكوى تم التعامل معها بنجاح.
جولات الطوارئ |
قالت وزارة الأشغال إن فرق الطوارئ أجرت جولات مختلفة في مختلف المحافظات للاطمئنان على حالة الطرق المختلفة، ونشرت الوزارة العديد من الفيديوهات لتلك الجولات. وأعلنت تزويد طريق الشعيبة بالعديد من المضخات من أجل سحب المياه من الطريق عند حدوث أية تجمعات لمياه الأمطار، حرصا على تسيير الحركة المرورية وعدم إعاقتها. |