قال رئيس مجلس إدارة شركة طيران الجزيرة، مروان بودي، لكل من «CNBC عربية» وقناة العربية على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي - دافوس 2023، إن قطاع الطيران في المناطق القريبة يشهد انتعاشاً كبيراً منذ السنة الماضية، لاسيما في منطقة الخليج والشرق الأوسط، حيث من المتوقع أن نشهد نهضة أكبر مما شهدناه سابقاً في هذه المنطقة، على عكس الركود الاقتصادي في دول أوروبا والولايات الذي بدأ يؤثر على قطاع الطيران.

وأضاف بودي أن التضخم في المنطقة الأوروبية أثّر على نشاط الرحلات، ومن المتوقع أن ينخفض خلال هذا العام بسبب ارتفاع التكلفة التشغيلية، مؤكداً أن ذلك سيؤثر كذلك على المنتجعات والوجهات السياحة، الأمر الذي سيدفع المسافرين للتوجه إلى مناطق قريبة.

Ad

وفي هذا الصدد، أكد أن قطر كان لها تأثير في زيادة حركة الطيران خلال فعاليات كأس العالم لكرة القدم، حيث شغلت «طيران الجزيرة» 67 رحلة متواصلة فقط لحضور المباريات، علاوة على زيادة الرحلات إلى الإمارات وسلطنة عمان، وطبعاً السعودية، التي لها دور كبير أيضاً في تنشيط حركة السفر الإقليمية، لأنها وضعت رؤية طويلة الأمد نتجت عنها طفرة كبيرة جداً وغير مسبوقة في السياحة، ونتطلع إن شاء الله إلى المزيد.

وأشار إلى أن «طيران الجزيرة» كانت تسيّر رحلات إلى 3 وجهات في السعودية، وارتفعت إلى 8 وجهات بنهاية عام 2022، ومن المخطط أن تصل إلى 11 وجهة خلال الربع الأول من العام الحالي، ليفوق عدد الرحلات 70 رحلة أسبوعية مباشرة بين الكويت والمملكة.

أسعار النفط والتضخم

وعن أسعار النفط، قال بودي إن أسعار التذاكر ارتفعت، وهذا أمر طبيعي كحال أي سلعة أخرى، وقد زادت التكاليف على شركات الطيران والوقود هو تكلفة أساسية. وهذا ما أثر على التذاكر، وشهدنا ارتفاعا بحوالي 30 بالمئة في الأسعار السنة الماضية.

أما هذه السنة، فنشهد اعتدالا في أسعار التذاكر مع توازن أسعار النفط، ولكن ما زال هناك شحّ في وقود الطائرات، لأنّ المصافي التي تنتج وقود الطائرات أصبحت تنتج أقل مما كان عليه ما قبل أزمة كورونا والحرب الأوكرانية - الروسية، لأن العديد من هذه المصافي تحوّل إلى إنتاج منتجات أخرى كالديزل لسدّ الثغرة التي يواجهها السوق. وهذا دفع إلى نقص في معروض وقود الطائرات، فلن يكون هناك انخفاض ملحوظ في أسعار التذاكر، ومن المتوقع أن يكون الانخفاض متفاوتا لا يتعدى نسبة 5 بالمئة.

أسطول الشركة

وبيّن بودي أن خطط الشركة بزيادة حجم أسطولها في طلبية ل 28 طائرة جديدة قامت بها في نوفمبر 2021 بقيمة فاقت 3 مليارات دولار، ليصل أسطولها إلى 36 طائرة خلال السنوات الأربع القادمة.

وأضاف أن أزمة كورونا والحرب الأوكرانية - الروسية أخّرتا عملية تصنيع الطائرات، وأصبح صعبا الحصول على طائرات من الجيل الجديد، مضيفاً أن «طيران الجزيرة» تتعاون مباشرة مع «إيرباص»، وتأمل استقبال طائرات جديدة خلال العام، فيما تنظر الشركة إلى البدائل لسد الثغرة في معروض الطائرات، حيث تتجه لاستئجار بعض الطائرات إلى حين وصول الطائرات ضمن طلبيتها مع «إيرباص»، والحصول على بعض الطلبيات الأقدم الملغاة من قبل شركات طيران تواجه ركودا في أسواقها.

وعن تمويل هذه الطلبية، قال بودي إن تمويل الطائرات سيكون متوازنا بين 30 بالمئة تمويل تجاري من البنوك التجارية، وهذا المستقر عليه، أما الباقي فحوالي 70 بالمئة، فهذا سيكون ما يسمى ب Sale and Leaseback، وهو بيع الطائرات وإعادة استئجارها مرة ثانية، كما اعتدنا.

أداء الشركة

وقال بودي إن ركاب «طيران الجزيرة» تخطى عددهم 2.7 مليون في 2022، وهو أعلى رقم وصل له، إذ تعدت أرقام سنة 2019، كما تعدّت أرباح سنة 2019 و2020 و2021.

وسوف تكون 2023 سنة قياسية أخرى، لأننا ننظر إلى الاقتصاد الكويتي والنهضة الحاصلة، ودعم حكومة الكويت لتشجيع للاستثمار الرأسمالي داخل الكويت، وهذا يعطينا أملا بانفتاح أكبر إن شاء الله، وسيكون انعكاسه طفرة أخرى في سوق السفر بالكويت. وهذا التشجيع يقابله أيضاً استثمار على الأرض، مع توسعة مبنى ركاب الجزيرة T5، ويمكن أن يتبعه مبنى جديد مع زيادة الخدمات، وبالتالي تتبعها الخدمات لاستقطاب النهضة في الحركة، حيث زادت الحركة بالكويت بنسبة 60 بالمئة عن سنة 2019، وهي نهضة نراها أيضاً في السعودية والإمارات وقطر وعُمان، وحتى في البحرين، إذ إن دول مجلس التعاون في موقع يعطيها ضمانا للمرحلة القادمة.