روسيا تعيد هيكلة جيشها وزيادته إلى 1.5 مليون مقاتل
• شويغو يتفقد جبهات القتال في أوكرانيا... وزيلينسكي يستعجل أسلحة الغرب الثقيلة
بعد أيام من تعيينه رئيس الأركان، فاليري غيراسيموف، لقيادة الحرب مع أوكرانيا، قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، إجراء تغييرات واسعة النطاق في الجيش تشمل زيادة عدد الجنود إلى 1.5 مليون، إلى جانب إعادة هيكلة وإصلاحات إدارية.
وقال وزير الدفاع سيرغي شويغو، في اجتماع مع نوابه وقادة أركان الجيش لتنفيذ قرار بوتين: «ستجرى تغييرات واسعة النطاق في تكوين القوات المسلحة وزيادة أعدادها وتغيير التقسيم العسكري الإداري لروسيا، خلال الفترة من 2023 - 2026، وسيتطلب ذلك من جميع نواب الوزير والقادة العامين بجميع قطاعات القوات المسلحة وقادة قوات المناطق العسكرية والأسطول الشمالي وفروع القوات المسلحة اتخاذ القرارات المناسبة ذات الصلة».
مستشار زيلينسكي يستقيل بعد «فضيحة دنيبرو»... و«الرفاق الصرب» يتدربون في زابوروجيه
وأضاف شويغو، الذي قام بزيارة نادرة لقواته في أوكرانيا، «لا سبيل لضمان الأمن العسكري للدولة وحماية الكيانات الجديدة والمنشآت الحيوية في الاتحاد الروسي إلا من خلال تعزيز المكونات الهيكلية الرئيسية للقوات المسلحة».
الحرب والاقتصاد
واعتبر المتحدث باسم «الكرملين»، دميتري بيسكوف، أن سبب زيادة الجيش إلى 1.5 مليون فرد، يكمن في تصرفات الغرب وضرورة ضمان أمن روسيا دون قيد أو شرط.
وقال بيسكوف: «يرتبط السبب بتلك الحرب، التي تشنّها دول الغرب الجماعي ضدنا. بالحرب بالوكالة التي تتضمن في ذاتها عناصر المشاركة غير المباشرة في العمليات القتالية، وعناصر الحرب الاقتصادية والحرب المالية والحرب القانونية، والخروج عن أية أطر ومجالات قانونية مشروعة، وما إلى ذلك. هذا هو سبب زيادة تعداد الجيش. يجب ضمن أمن بلادنا بشكل مطلق، وفي الوقت الراهن تقوم وزارة الدفاع بتنفيذ هذه المهمة».
وفي حين أكد بيسكوف أن عقد اجتماع آخر بين رئيسَي جهاز المخابرات الروسي سيرغي ناريشكين والأميركي وليام بيرنز سيكون مفيداً، وصف رئيس جمهورية الشيشان، رمضان قديروف، النزاع في أوكرانيا بأنه حرب عالمية ثالثة، على اعتبار أن الدول الأوروبية ممثلة بحلف الناتو وحلفائها تمثّل المجتمع الدولي».
وفي اجتماعه مع الحكومة، لم يتطرق بوتين لإعادة هيكلة الجيش، واكتفى بالحديث عن الوضع الاقتصادي، وتأكيد أن التضخم يواصل الانخفاض إلى دون 4 بالمئة في الربع الثاني من 2023، وأن العقوبات المفروضة على روسيا ساهمت في رفع أسعار الوقود عالمياً.
وشدد على أن المجمع الصناعي العسكري اكتسب زخماً كبيراً، وبعض مؤسساته تعمل على مدار الساعة، وأجاز لشركات تنشط في مجالات الطاقة والتجارة والهندسة باتخاذ قرارات دون مراعاة أصوات المساهمين من الدول غير الصديقة.
وناقش الرئيس الروسي في مكالمة هاتفية مع نظيره التركماني سيردار بيردي محمدوف التعاون في قطاع الطاقة، ودعم الشراكة الاستراتيجية بين روسيا وتركمانستان.
الصرب و«الناتو»
وغداة إطلاق رئيس هيئة الأركان الأميركية مارك ميلي التدريب القتالي الموسع للقوات الأوكرانية في ألمانيا، انضمت طلائع المتطوعين من صربيا، أمس، إلى الميدان لدعم «الرفاق الروس».
ووفق وكالة نوفوستي، فإن أوائل المتطوعين الصرب في صفوف كتيبة سودوبلاتوف يشاركون إلى جانب الجنود الروس في كل التجارب القتالية بساحات التدريب في منطقة زابوروجيه.
في المقابل، وصلت طائرات مراقبة تابعة لحلف شمال الأطلسي إلى رومانيا، أمس، لتعزيز الجناح الشرقي للحلف العسكري والمساعدة في مراقبة النشاط العسكري الروسي.
وتنتمي الطائرات إلى سرب يتألف من 14 طائرة مراقبة تابعة للحلف غالبا ما تكون في ألمانيا، وسينشر الحلف نحو 180 فردا عسكريا لدعم الطائرات.
أسلحة ثقيلة
وطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأسلحة ثقيلة من الغرب، منها دبابات قتال رئيسية ومركبات مدرعة ومدفعية، مشيداً بقرار بريطانيا بإرسال أسلحة ثقيلة بالفعل.
وأشار زيلينسكي إلى تجمعات روسية بدونباس، وخاصة حول مدينتَي باخموت وسوليدار، وفي الجنوب أيضاً. وقال: «سنرى ما تعده روسيا هنا».
ووفق صحيفة ميرور، ستحصل كييف من لندن على 4 مروحيات «أباتشي»، يمكن تسليح كل منها ب 16 صاروخ هيلفاير و76 هيدرا.
إلى ذلك، أكدت وزارة الدفاع البريطانية أن صواريخ روسيا بعيدة المدى معطلة وظيفياً وتعاني «مشاكل ضخمة»، مشيرة إلى «أدلة» من أوكرانيا على أن هذه الأنظمة «تكافح» لتحديد الأهداف وإصابتها بدرجة كبيرة.
وفيما اعترض سلاح الجو الروسي طائرة استطلاع ألمانية فوق بحر البلطيق لإبعادها عن المجال الجوي، دخلت سلطات دونيتسك على خط جدل السيطرة على مدينة سوليدار، مع تأكيد رئيسها الموالي لروسيا، دينيس بوشيلين، أن محطة سول أصبحت بالفعل بيد الجيش، والتحرك لتحرير بلدة ماريينكا، مشددا على أن اتصالات وإمدادات القوات الأوكرانية بين سيفرسك وأرتيموفسك قد قُطعت بعد تحرير سوليدار، وهذا الأهم.
صاروخ دنيبرو
في غضون ذلك، قدّم مستشار رئيس الديوان الأوكراني، أليكسي أريستوفيتش، أمس، استقالته، بعد أن تعرّض لحملة انتقادات لتصريحه بأن الدفاعات الجوية تسببت في انفجار المبنى السكني في دنيبرو يوم السبت، وقتل أكثر من 40 مدنياً.