شارك الرئيس التنفيذي لبنك الكويت الوطني– الكويت، صلاح الفليج، مجموعة من الشباب الكويتي أفكاره وخبراته الممتدة طوال حياته المهنية الزاخرة، بداية من التخرج بعد الجامعة والاستعداد للالتحاق بسوق العمل، وصولاً إلى قيادة فريق العمل في أكبر مؤسسة مصرفية بالكويت وأحد أكبر البنوك في المنطقة.
جاءت تلك النقاشات المفتوحة بين الشباب حديثي التخرج والفليج خلال الحلقة النقاشية التي استضافها بنك الكويت الوطني ضمن فعاليات برنامج «تمكن» لتدريب الكويتيين من حملة الشهادات الجامعية للعام الرابع على التوالي، برعاية ودعم استراتيجي من البنك، وبتنظيم من شركة «Creative Confidence».
فرصة ذهبية
ودعا الفليج الشباب إلى الاستفادة من برنامج «تمكّن»، الذي يوفر للمتدربين تجربة استثنائية ومبتكرة تساعدهم على مواجهة تحديات التوظيف أو التأسيس لأعمال خاصة بهم، والتركيز على تطوير المهارات المطلوبة، واكتساب الخبرات اللازمة التي تؤهلهم لدخول سوق العمل، حيث قال إنه فرصة ثمينة للجامعيين حديثي التخرج، باعتباره جسر عبور للتحول من الدراسة إلى سوق العمل.
وأكد للمشاركين أن التدريب فرصة ذهبية عليهم اقتناصها، خصوصاً في مقتبل مسيرتهم المهنية. وشدد على ضرورة استمرارية التدريب، لأن التعلم واكتساب المهارات عملية مستمرة لا تتوقف عند درجة وظيفية أو مستوى محدد من الخبرة.
حلم كبير
وقال الفليج رداً على أحد أسئلة الحاضرين من الشباب حول ما إذا كان يحلم منذ الصغر بأن يكون رئيساً تنفيذياً لأكبر بنك في الكويت: «الأحلام مهمة جداً، لأنها الحافز الذي دائماً ما يبعث الأمل، ويساعدك على مواصلة العمل لتحقيق حلمك».
لكنه حذَّر من الاستعجال في تنفيذ الأحلام، خصوصاً في السنوات الأولى من العمل، قائلاً: «رأيت الكثيرين يغادرون مؤسسات كبيرة، حيث يمكنهم التعلم والتدريب وتراكم الخبرات، ليطاردوا عرضاً مالياً أكبر أو منصباً أعلى في مؤسسة صغيرة، وكما رأيتهم يغادرون لم يمر وقت طويل حتى شاهدتهم يعودون لنقطة الصفر».
خارج الصندوق
وأكد الفليج للشباب ضرورة المبادرة بطرح الأفكار التي يعتقدون أنها قد تطور العمل وانتقاد ما يرونه نقطة ضعف، لكن بطريقة مناسبة وعملية، حيث قال لهم: «نحن الرؤساء التنفيذيون وكبار المدراء غارقون في التفاصيل، ونتطلع دائماً إلى أن تلهمونا وتقدموا لنا أفكاراً جديدة، لأنكم ترون الأمور لأول مرة، وهو ما قد يحفز لديكم أفكاراً بعيدة عنا، لكنها رائعة وقابلة للتطبيق».
وأشار الرئيس التنفيذي ل «الوطني- الكويت» إلى ما قدمه متدربو برنامج «تمكن» العام الماضي من الفكرة الملهمة التي طرحها الشباب الكويتي المتمثلة في مبادرة «بنكي» للتثقيف المالي لطلبة المدارس، التي تبنتها إدارة «الوطني»، وتم تطبيقها منذ أسابيع قليلة، وتلقى نجاحاً كبيراً، مؤكداً تطلع «الوطني» الدائم للبحث عن أفكار الشباب المُلهمة التي تدعم استراتيجية البنك في تقديم أحدث الحلول وأكثرها قدرة على تلبية احتياجات عملائه.
نقطة تحول
وشدد الفليج على ضرورة التخطيط للمسار الوظيفي، ووضع أهداف قصيرة ومتوسطة المدى لتحقيقها خلال ذلك المسار، لكنه أكد أيضاً ضرورة المرونة في التعامل مع المتغيرات التي تطرأ على العمل، وما تحمله من فرص لتعلم مهارات وخبرات جديدة، ناصحاً الشباب بضرورة الانتباه لها واقتناصها.
واستعرض مع المشاركين مجموعة من التحولات التي تعرَّض لها خلال مسيرته المهنية، والتي اعتبرها نقاط تحول مهمة، بداية من دراسة الهندسة والانتقال إلى العمل المصرفي، ثم دراسة الائتمان والانتقال إلى العمل في نيويورك، وغيرها من نقاط التحول المهمة والرئيسية في حياته المهنية.
وقدَّم مثالاً على كيفية تراكم الخبرات والمهارات بفضل تلك التحولات، عندما انتقل من العمل في مجال الائتمان، وما يحتاجه من دقة وتروٍ في اتخاذ القرارات، إلى العمل بإدارة الخزينة، وما يحتاجه من سرعة في اتخاذ القرار، الأمر الذي يضيف مهارات وخبرات تمكن الشخص من اتخاذ القرار المناسب على اختلاف المواقف والأهداف.
وصفة سحرية
وأوصى الفليج الشباب عند الالتحاق بعمل جديد أن يبادروا إلى طرح آرائهم بشأن سير العمل، حيث أكد لهم أنه لا توجد وصفة سحرية لطريقة إدارة العمل، ودائماً ما تكون هناك أفكار للتطوير يمكنها إثراء جودة العمل والمساهمة في سرعة الإنجاز وخفض التكاليف.
وأشار إلى أن فريق العمل الذي يستمر لسنوات في العمل وفقاً لطريقة محددة قد يصعب عليه اكتشاف أوجه القصور وكيفية معالجتها عكس المنضمين حديثاً القادرين على اكتشاف نقاط الضعف بشكل أفضل.
مهارات استثنائية
وتحدث الفليج للشباب عن بداية عمله في «الوطني»، والتحديات التي غالباً ما تواجه الشباب عند بدء حياتهم العملية، خصوصاً بالمؤسسات الكبيرة، ناصحاً إياهم: «لا يوجد سؤال غبي، ولابد أن تسأل عما لا تعرفه، ولا تتوقف عن محاولة تعلم أشياء ومهام جديدة، حتى تتراكم لديك المعرفة الكافية لإنجاز المهام التي يتم تكليفك بها».
وأكد ضرورة الاستغراق في محاولة تنفيذ المهام الصعبة، باعتبارها تحدياً لابد من تجاوزه، وعدم الاستسلام إلا بتعلم أدائه، لما تضيفه من مهارات جديدة للشخص، قائلاً: «ماذا يُجدي تكرار نفس المهام التي تعلمت القيام بها من قبل؟ لن تتعلم شيئاً جديداً دون محاولة أداء مهام جديدة صعبة لا تمتلك المهارة لتنفيذها».
ورداً على استفسار أحد الحاضرين حول التردد والخوف من الخطأ، قال الفليج: «لا تخف من الخطأ، فهو السبيل الأبرز للتعلم والبداية لتحقيق الإنجازات، فلا يمكنك أن تنسى أبداً ما أخطأت في تنفيذه ويبقى عالقاً في ذهنك».
الوقت المناسب
وأوضح الفليج للحضور أن المسار الوظيفي يمر بفترات يكون فيها التحرك أفقياً، ونصح الشباب بضرورة التحلي بالصبر طالما كانت هناك أهداف تتحقق وخبرات تتراكم، حيث قال: «الوقت المناسب لاتخاذ قرار بالتغيير هو الوقت الذي تجد نفسك لا تتعلم شيئاً جديداً، وليس وقت عدم الترقي أو زيادة الراتب». وأضاف: «في بداية مسيرتك المهنية يجب أن تحرص على تحقيق أقصى استفادة من علاقات العمل بالإنصات لزملائك من أصحاب الخبرات، والتركيز على العمل، والابتعاد عن الأمور الشخصية، والبحث عن دوافع للتطور المستمر».
كلمة السر لمسار وظيفي ناجح
- لا يوجد سؤال غبي، فلا تخشَ الاستفسار عن أي شيء لا تعرفه.
- لا تتوقف عن أداء المهام الصعبة، فهي التي تضيف إليك مهارات جديدة.
- لا تخف من الخطأ، فهو السبيل الأبرز للتعلم، والبداية لتحقيق الإنجازات.
- لا تتأخر عن اتخاذ قرار بالتغيير عندما تجد نفسك لا تتعلم شيئاً جديداً.
- احرص على الاستفادة من علاقات العمل، وأنصت جيداً لأصحاب الخبرات.