نجح رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في عقد جلسة ثانية لمجلس الوزراء في ظل الفراغ الرئاسي، وبذلك يكون ميقاتي سجل جملة أهداف في مرمى التيار الوطني الحرّ بزعامة جبران باسيل: أولاً من خلال استمالة حزب الله لحضور الجلسة التي عقدت أمس، وثانياً باستقطاب ثلاثة وزراء محسوبين على «التيار» للمشاركة في الاجتماع، هم وزير الاقتصاد أمين سلام، ووزير الصناعة جورج بوشيكيان، ووزير السياحة وليد نصار.

وتسببت الجلسة الثانية بمزيد من التوتر بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ، فيما يستعد ميقاتي لعقد جلسة ثالثة قد تدفع منسوب التوتر بين الحليفين الى الحد الاقصى، خصوصاً أن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله لجأ في خطابه الأخير للرد مباشرة على باسيل في خطوة غير معهودة مع حلفائه.

الا ان هجوم نصرالله الكلامي لم يكن محصوراً بباسيل، فقد شمل كذلك البطريرك الماروني بشارة الراعي، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. وهذا يعني أن الحزب وضع نفسه في مواجهة مع المسيحيين وخصوصاً الموارنة وحملهم مسؤولية تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية، معتبراً أن العائق امام انتخاب رئيس هو عدم اتفاق الكتل النيابية المارونية على مرشح والخلافات بينهم هي التي تعيق انجاز الاستحقاق الرئاسي. وتطرق نصرالله الى كلام البطريرك الراعي حول وجود مخطط لافراغ المناصب المسيحية، معتبراً أن كل المواقع مهددة وليس فقط المسيحية.
Ad


ولا بد أن يكون لموقف نصرالله ارتدادات سلبية على مرشحه الرئاسي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، قد تصل الى حد الفيتو الماروني عليه من قبل بكركي ومعراب والرابية. في المقابل، فإن كلام نصر الله انطوى على استعداد للذهاب إلى تسوية سياسية مع القوى الأخرى، إن توفرت لها ظروف النجاح والمقومات المحلية والخارجية اللازمة.

ويشير سلوك حزب الله في هذا السياق إلى نقطتين أساسيتين: الأولى أن الحزب مستعد للذهاب إلى تسوية رئاسية، والثانية أنه في حال استمر الفراغ فإن الحزب لا يريد أن يتحمل مسؤولية الفراغ أو التعطيل، وبالتالي هو يجد نفسه مضطراً لتسيير الأمور من خلال جلسات حكومة تصريف الاعمال بانتظار أن تحين لحظة التسويات. من ناحية أخرى، المحصلة الأساسية لهذا المسار تعني أن الحزب لم يعد يريد أن يعمل في السياسة لحساب حليفه «التيار الوطني الحرّ»، ولو أدى ذلك إلى افتراق أو حتى دفن تفاهم مار مخايل والبحث عن صيغة أخرى للعلاقة.