رغم التشاؤم الذي يسعى صانعو الأزمات إلى تجسيده من خيالهم وبطولاتهم الكرتونية فإن التفاؤل لا يزال حاضراً بوجود نخبة الوطنيين الذين همهم الأول والأخير هذا البلد وشعبه، دون وضع حساباتهم الشخصية على طاولة المساومات التي نشهدها عادة من الساعين إلى التكسب من جيوب المواطنين من أجل مصالحهم، وهؤلاء الذين يطمحون لتمزيق العمل السياسي وإثارة الفوضى وإشاعة الأقاويل والأوهام وغيرها من الأمور التي يثار معها غبار الفوضى المصطنعة.

إن الانتقادات التي تأتي من بعض الأفواه لدور بعض النواب الإصلاحيين ما هي إلا ضربة موجعة لهم بعد أن أصبحوا مهمشين ولا دور لهم كما كانوا، الأمر الذي كشف عن أحقادهم المكبوتة التي تعبر عن حقيقتهم المعروفة لدى عامة الناس، رغم ارتدائهم قناع الإنسانية البعيدة كل البعد عنهم.

Ad

وهناك من يبدأ بإثارة النعرات وغيرها من الأمور لتضليل الرؤية أمام الآخرين، وتحقيق مآربهم في إعادتنا إلى دوامة الصراع والصراخ، وتعليق الدور الحقيقي للنواب، وإشغالهم في أمور جانبية كما حصل في المجالس السابقة.

ولعل الاستجوابات المقدمة مؤخراً هي جزء من العمل البرلماني طالما لا يخرج عن الإطار الدستوري، ولا يشكل أزمة سياسية كما يصورها من يدعون خوفهم على العمل السياسي، فالمحاسبة غير الشخصانية هي وسيلة إصلاحية بالدرجة الأولى لواقع الأجهزة التي تتلاطم بها أمواج الفوضى والفساد والتجاوزات، خصوصاً أن عملية التصحيح التي قامت بها الحكومة منذ تشكيلها أمر يحسب لها بالتعاون مع مجلس الأمة، وهو الأمر الذي نتمنى أن يستمر بعيداً عن تحقيق رغبة العاملين على تأزيم العلاقة بين السلطتين حتى يعودوا مجدداً إلى المشهد، ويصوروا للناس أنهم هم من كانوا على حق، والخروج بدور المظلومين بعد التلاعب بالعمل السياسي وتشويه الديموقراطية.

وفي ظل وجود رئيس مجلس الأمة العم أحمد السعدون وحكمته المعهودة سيتم تفويت الفرصة على المندسين والمتلاعبين وصبيان الجالسين خلف الستار، وعلى النواب الإصلاحيين عدم السماح لمن يسعون إلى اختراق صفوفهم، والاستمرار في تحقيق المطالب الشعبية والمشاريع التي تحقق نهضتنا وإصلاح اقتصادنا المنهار.

آخر السطر:

ثرثرة المتخاذلين لن تثني الإصلاحيين عن مسيرتهم الإصلاحية.