أكد مصدر رافق وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان، في زيارته للبنان وسورية، أن طهران تشعر بالغبن بعد استبعادها من مسار تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة، بقيادة روسيا، وخاصة مع بروز الإمارات كلاعب فاعل يراهن على إمكانية تحقيق اختراق بهذا الشأن.
وذكر المصدر أن الوزير الإيراني نقل عتبا إيرانيا على موافقة سورية على اللقاء بين وزيري دفاعها ونظيره التركي في موسكو، دون التنسيق معها، رغم أنها التي بادرت قبل موسكو وقبل أبوظبي بعرض التوسط بين أنقرة ودمشق، مضيفا أن عبداللهيان أكد للرئيس السوري بشار الأسد أن الجمهورية الإسلامية وقفت بجانب حكومته منذ بداية الأزمة، ولم تتوقع أن تضع سورية إيران جانباً في نهاية المطاف.
وحسب المصدر، فإن الشكوى الإيرانية التي بعث بها المرشد علي خامنئي، ورئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي، كانت تتمحور حول قبول دمشق بإمكانية إجراء لقاء بين وزيري الخارجية السوري والتركي في أبوظبي، وهو لقاء سياسي أرفع من اللقاء بين وزيري الدفاع دون أي تواجد لطهران، ومصدر الامتعاض الإيراني هو أن الدول العربية وقفت في مواجهة النظام السوري خلال الأزمة، التي اندلعت منذ 2011، على عكس طهران، وبالتالي كان من الواجب على السوريين أن يصروا على حضور إيران.
وأوضح أن الرئيس السوري جدد للضيف الإيراني التزام دمشق بالعلاقة المميزة مع طهران، وقال إنه في حال أصرت إيران على حضور لقاء وزراء الخارجية فإن حكومته ستثير هذا الأمر مع روسيا والإمارات وستتبناه كأحد شروطها لحصول اللقاء، لافتا إلى أن عبداللهيان زار أنقرة، بعد دمشق، ليوصل رسالة بأن بلاده لا تزال على الخط، وأن محاولات استبعادها من مساعي المصالحة السورية التركية قد فشلت.
وخلال لقائه نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، نقل عبداللهيان ضمانات سورية لتركيا، منها أن دمشق مستعدة لأن تضمن أمن الحدود السورية التركية، بعد أن يتسلمها الجيش السوري، وتضمن منع تسلل أي عناصر كردية معارضة لأنقرة عبرها، إضافة إلى استعداد الرئيس السوري لإصدار عفو عام عن كل المقاتلين الموالين لتركيا، شرط أن يضعوا أسلحتهم ويسلموها للجيش النظامي، مع تأمين سلامة كل المهجرين السوريين الذين يريدون العودة لبلادهم.
وأشار المصدر إلى أن عبداللهيان كان مقررا أن يسافر إلى موسكو لاستكمال الجولة، لكن موسكو وبعد أن علمت هدف الزيارة قررت إلغاءها بذريعة ارتباط وزير الخارجية سيرغي لافروف باجتماعات طارئة دون تحديد موعد آخر للزيارة.
إلى ذلك، حذر «الحرس الثوري» الإيراني، أمس، الاتحاد الأوروبي من ارتكاب خطأ إدراجه على القائمة السوداء ل«المنظمات الإرهابية»، بعد توصية البرلمان الأوروبي، الخميس الماضي، بفرض عقوبات عليه بسبب دوره في قمع الاحتجاجات الشعبية المتواصلة منذ سبتمبر الماضي، وامداده لروسيا بطائرات مسيرة تستخدم ضد أهداف مدنية.
وفي أول تعليق له على توصية البرلمان لقادة الاتحاد الأوروبي، قال قائد «الحرس» اللواء حسين سلامي إن على الأوروبيين «تحمل العواقب في حال أخطأوا»، مضيفا: «الحرس لا يقلق على الإطلاق من التهديدات، لأنه كلما أعطانا أعداؤنا فرصة للتحرك نتحرك بشكل أقوى».
وأتت تصريحات سلامي خلال استقباله رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، الذي أمضى مسيرة في «الحرس»، تولى خلالها مناصب أبرزها قيادة القوة الجوية.
ورأى قاليباف، أمس، أن «الحرس والباسيج جزء من الشعب الإيراني»، مشددا على أنه «إذا أراد البرلمان الأوروبي إغلاق نافذة العقلانية، ومضت أوروبا في تصنيف الحرس إرهابيا فسنعتبرها مع الإرهابيين أنفسهم، وسنتعامل معها في المنطقة على هذا الأساس».
إلى ذلك، شنت السلطات الإيرانية موجة اعتقالات طالت مراهقين وشبابا بلوش، أمس، غداة تظاهرات حاشدة ضد النظام في زاهدان، مركز محافظة بلوشستان، وتزامنت الحملة مع إعلان سلطات طهران أنها ضبطت كمية كبيرة من الأسلحة الحربية بطريقها إلى بلوشستان، التي تشهد صدامات دامية بين الأهالي وقوات الأمن منذ سبتمبر الماضي.