«المشخصاتي»
«المشخصاتي» كلمة تستخدم باللهجة المصرية، ويقصد بها الممثلون سواء كانوا سينمائيين أو مسرحيين، وفي بعض معاجم اللغة العربية تعني الشخص الذي يُظهر غير ما يبطن، وفي الحالتين يحتاج هذا الإنسان إلى قدرات وإمكانات كي يمارس هذه العملية، إلا في الكويت، ف «المشخصاتي» معروف، والمعروف أكثر نهاية القصة التي يمثلها. في الكويت أيضاً هناك صالات عرض كثيرة معنية بالتمثيل، منها التي تحتاج دفع مبلغ مالي كي تحضر عروضها، ومنها التي تتفرج عليها دون دفع أي مبلغ، لدرجة أن لها قناة ومسرحاً مخصصاً ويعرضها تلفزيون الدولة في بعض الأحيان.
ما يحصل للأسف في مجلس الأمة لا يختلف كثيراً عما نتحدث عنه، وبعض النواب ممكن وصف أدائهم بالمشخصاتي... قد يثور بعض الناس ويعتبر هذا الكلام ملخصاً لكلام بعض دواوين ضاحية عبدالله السالم، مثلما كان بعضهم الآخر يردد «الإسطبل» و«شقة لندن» التي أقفلت بالضبة والمفتاح والحمد لله، لكن يعلم الله أننا لسنا معنيين برأي أي أحد منهم، ولا نكتب إلا ما نؤمن به. نعود إلى «مشخصاتية» مجلس الأمة الذين يطرحون قضايا يعلمون أنها لن تنجز، لكنهم يساومون على قضايا أخرى، كما حصل في قضية القروض مثلا! فالكل يعلم أن إسقاط القروض عليه «فيتو» عالي المستوى، لكنهم يدغدغون مشاعر الناس لخلق رأي عام يضغط على الحكومة للموافقة على شيء آخر. الناخب يتحمل جزءاً من المسؤولية لأنه يوصل بصوته إلى قاعة عبدالله السالم «مشخصاتية» بدرجة أعضاء مجلس أمة، والكل يعلم أننا ننتخب بالنهاية نواب طوائف وقبائل وعائلات حتى إن كان بعضهم دون المستوى المطلوب. أقول للنواب نريد إنجاز القضايا الحقيقية دون تمثيل، وإذا كان إسقاط القروض مرفوضاً لأسباب قاهرة فبادروا إلى إسقاط فوائدها، فقد تعب المقترضون من الدفع لدرجة أن الفوائد أكبر من القرض الأصلي. القضايا معروفة ومطروحة منذ سنوات لعل أبرزها التعليم والصحة والبدون وإصلاح شبكة الطرق، وتنويع مصادر الدخل، لأن سوق النفط العالمي معرّض لانكسارات قد تؤدي الى انهيار ميزانية الدولة بشكل كبير، وهو وضع يحتاج إلى نواب حقيقيين بمستوى رجال دولة لا مستوى «مشخصاتية». فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك!