خلصونا يا أهل السلطة
تريدون «ديمو» من دون «قراطية»، هذا هو الموجود، لن يكون هناك أي جديد سواء بعشرة أصوات، أو بخمسة، أو بصوت واحد، لن تتغير الأمور، ففي النهاية سيصوت الأكثرية من الناس للنوعية ذاتها من النواب، وهذا الموجود في «الجدر الكويتي وما يخرجه ملاسكم، وهو صناعتكم بداية». بعد ستين عاماً من التجارب المتقطعة لممارسة «الديمو»، سيأتي من ممارسة هذه «الديمو» الجادون المثاليون، وهم قلة، بينما الأكثرية سيكونون مع «الخيل يا شقرا».
ستفرز صناديق الاقتراع نواباً يرفضون مثلاً التضييق على الحريات العامة والخاصة، ولكنهم يجفلون حين يصير الحديث عن المساواة في المواطنة وحقوق البدون، وستنتج ممارسة «الديمو» أيضاً نواباً ينادون بالحريات السياسية، لكن لديهم حساسية مفرطة نحو المرأة، فهي عورة تمشي على قدمين في ثقافتهم، فلا اختلاط في أي مكان، ومشاريع لا تنتهي لمحاربة السحر وشجرة الكريسماس وفرض اللباس المحتشم في المولات.
ستخرج لكم هذه «الديمو» نواباً يطالبون، كلاماً في كلام، بتنويع مصادر الدخل، لكن عندما نتحدث عن الانفتاح السياحي والتجاري ودفن الدورة المستندية وتأسيس الكويت كمركز أعمال وتجارة للتقليل من الإدمان النفطي وحالنا من حال الجيران، سيصرخون عندها «حرام.... ولا يجوز شرعاً... وقال الشيخ الفلاني في فتواه... وعاداتنا وتقاليدنا وهويتنا»... أي هوية هذه التي يتحدثون عنها وكأنهم لا يعرفون تاريخ اللهو والهلس أيام زمان؟ أيضاً سيخرج لكم من يطالب بإسقاط القروض وغيرها من مشاريع تزيد من النزيف المالي... فالدولة عندهم ثرية أكثر من ثراء قارون، وكل جماعات جيف بيزوس وماسك و«بوعسم».
وسيتكلمون بإسهاب عن المال العام والحفاظ على ثروة الأجيال... مع أنها تبدد ببركتكم وبركتهم، فإذا كان إسقاط القروض حراماً عندكم، فلا بأس أنكم يا أهل السلطة قدمتم المثال المناسب في المعاشات الاستثنائية لكبار العلماء القياديين... فأنتم خير قدوة في الحفاظ على مستقبل الأجيال وعلى العادات والتقاليد ومنع المهرجانات والاحتفالات... وأنتم أروع رمز في الإنجازات الكبرى من أطول عمارة إلى أكثر شوارع ترمي دولة جحافل السيارات بالحصى الطائر، حتى نصل لمواقف الباصات المكيفة والتي تعمل بلمسة سحرية، بعد إبداعكم في وكالة ناسا ونتر لاند.
ماذا تريدون بالضبط، مع هذه «الديمو» المملة؟ تعبنا معه ومعكم، ارسوا لكم على بر...