وسط تزايد تهديدات حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتعجيل بهدم وتهجير سكان المنطقة التي توصف بأنها «ذات أهمية استراتيجية للدولة الفلسطينية المستقبلية»، وقعت صدامات بين حشود من الفلسطينيين ومجموعات من المستوطنين الإسرائيليين وأعضاء بالبرلمان الإسرائيلي، في محيط قرية الخان الأحمر بالقدس الشرقية المحتلة أمس.

واعتصم عشرات الفلسطينيين ونشطاء أجانب في الخان الأحمر للتنديد بسياسة التوسع الاستيطاني.

Ad

وصرح رئيس «مجلس قروي» الخان الأحمر عيد الخميس، بأنهم يتوقعون الأسوأ من جلسة محكمة العدل العليا الإسرائيلية المقررة مطلع فبراير المقبل لبتّ هدم المنطقة وتهجير سكانها.

وحذر الخميس من أن مصادرة أراضي الخان الأحمر من شأنها تقويض أي اتصال بين شمال وجنوب الضفة الغربية وأي فرص لتطبيق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافياً.

من جهتها، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية «حملة التحريض البشعة» التي يقوم بها وزراء وأعضاء بـ «الكنيست» وغلاة المتطرفين من المستوطنين لهدم الخان الأحمر.

واعتبرت الوزارة أن «هذا المخطط القديم الجديد استعماري عنصري بامتياز يهدف لتنفيذ مشاريع استيطانية ضخمة في المنطقة الممتدة من القدس حتى البحر الميت، بهدف عزل القدس تماماً عن محيطها الفلسطيني وإغراقها بالمزيد من التجمعات الاستيطانية الضخمة».

ورأت أن مخطط تهجير سكان المنطقة «يؤكد أن حكومة نتنياهو وائتلافه اليميني المتطرف هي حكومة استيطان ومستوطنين، ويقوم برنامجها على محاولة تصفية أي فرصة لتطبيق مبدأ حل الدولتين».

وطالبت بموقف دولي وأميركي وأوروبي حازم وضاغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي لوقف تنفيذ إخلاء وهدم الخان الأحمر.

كما حذر رئيس المجلس الفلسطيني عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، روحي فتوح، من إقدام الحكومة الإسرائيلية على تنفيذ «نكبة»، و«ترانسفير» جديد في قرية خان الأحمر البدوية.

جاء ذلك في وقت كشفت تقارير عبرية أن رؤساء الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، اتخذوا قراراً بهدم منازل فلسطينية مُصنفة بأنها «غير قانونية» بالمنطقة المصنفة (ج) بالضفة الغربية المحتلة، من أجل خفض التوتر بين وزراء الحكومة الأكثر يمينية بتاريخ الدولة العبرية على إثر إخلاء بؤرة استيطانية يهودية قرب مدينة نابلس.

وأوضحت قناة كان الرسمية، في تقرير لها، أن «القرار الذي يقضي بهدم كل مبنى جديد يقام داخل المنطقة التي تخضع للسيطرة المشتركة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، خلال وقت قصير، تم التوصل إليه من أجل تبديد التوتر القائم بين وزير الدفاع يوآف غالانت ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش».

وأشارت القناة العبرية، إلى أنه «فيما يتعلق بالمباني القديمة بنفس المنطقة والتي تصنفها إسرائيل على أنها غير قانونية مثل الخان الأحمر القريبة من مدينة القدس، فإن ائتلاف نتنياهو سيواصل اتصالاته الرامية لحل هذه القضية». وكان وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير أعلن أمس الأول، أنه سيطلب من الحكومة الإسرائيلية إخلاء الخان الأحمر، بشكل فوري.

ويعيش زهاء 200 فلسطيني في منطقة الخان الأحمر الواقعة على بعد 15 كم شرقي القدس، وسبق أن صدر قرار إسرائيلي عام 2010 بهدم مساكن المنطقة وتهجير سكانها، لكن تم تأجيله بضغوط دبلوماسية وقرارات من المحاكم الإسرائيلية.