أقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ورشة «العمارة والفن للأطفال»، بالتعاون مع هوم جينيوس جونيور في المرسم الحر، حضرها جمع كبير من الأطفال المهتمين، وقدمتها المعمارية الشيخة سرى الصباح.
وقالت الصباح: «الفعالية تعتبر احتفالية وطنية مصغرة إلى حد ما، فهي بداية لانطلاق عمارة وطن، من خلال جيل واع لمفهوم العمارة، والأطفال الذين حضروا الورشة لتحديد مسار حياتهم المهنية في المستقبل، سواء كانوا يرغبون في أن يصبحوا معماريين أو فنانين، هم الذين سيمثلون الدولة بإذن الله في إبداعاتهم، والفكرة من طرح هذه الورش المتنقلة هي المساهمة في اكتشاف دولتنا من خلال بعض المباني التي لها لغة معينة تفهم من خلال الحضور وخوض تجارب فيها».
وذكرت الصباح أن هدفهم من طرح مفهوم العمارة لفئة الصغار جاءت من عدة وسائل، منها دخولهم إلى بعض المدارس لدمج المناهج الحالية في مفهوم العمارة، لافتة إلى أنهم أخذوا تلك الأفكار إلى خارج المدارس من خلال ورش متنقلة، «وكانت انطلاقتنا الأولى في المرسم الحر عام 2023».
وبينت أن الورشة تدمج الفن بالعمارة، من خلال اختيار مبنى قديم يرمز إلى البيت الكويتي القديم، ويهدف إلى إعادة استخدامه وتفعيل هذه المباني لتكون مكانا لتلاق ثقافي وفني، والأطفال من خلال وجودهم واكتشافهم تلك المباني سيكون لديهم مفهوم أوسع في إعادة استخدام المباني القديمة وليس هدمها، مضيفة أنهم قاموا بجولة في المبنى حتى يتعرف الأطفال على عناصر البيت الكويتي القديم.
من جانبها، أكدت مسؤولة المرسم الحر سارة خلف أن تلك الورش التي تخصص لفئة الأطفال مهمة في تثقيفهم وتعريفهم بتاريخهم، من خلال إقامتها في المباني التراثية، ومنها المرسم الحر الذي يعتبر معلما وطنيا شاهدا على الماضي الجميل والتراث المعماري الراقي، بالإضافة إلى مساهمة تلك الورش في صقل موهبتهم وتنميتها.
وشاركت في الورشة الفنانة التشكيلية ابتسام العصفور، لتعريف الأطفال المشاركين بالتراث المعماري القديم، حيث قاموا بزيارة مرسمها والتعرف على أعمالها الخاصة بالتراث المعماري عن كثب، مبينة أن التراث المعماري الكويتي يتميز بالبساطة باستخدام مواد من البيئة المحلية، كالصخور البحرية والطين، وتمت مراعاة الظروف المناخية وطبيعة المجتمع الكويتي المحافظ على المباني.