بالتزامن مع انضمام قاذفة «B52» الأميركية النووية الاستراتيجية إلى مناورات مشتركة ضخمة تجريها الولايات المتحدة وإسرائيل، في صحراء النقب، بهدف إجراء محاكاة لقصف مواقع نووية إيرانية، سعت السلطات الإيرانية، اليوم ، إلى طمأنة الأوساط الدولية بشأن تطورات برنامجها الذري، في ظل الحديث الغربي عن انهيار المفاوضات حول إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والتحذيرات من احتمال شن هجوم عسكري على طهران لمنعها من تطوير قنبلة ذرية.

وقال رئيس هيئة الطاقة الذرية في إيران محمد إسلامي، اليوم ، إن الهيئة لاتزال مستمرة في تعاملاتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولا انحراف في البرنامج النووي.

Ad

وأضاف إسلامي، خلال اجتماع لمجلس الوزراء، «التخطيط والتشاور بشأن زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي لإيران على جدول الأعمال»، مشددا على أن «الاتهامات الموجهة إلى طهران هي أكذوبة كبرى وأداة للضغط على البلاد».

وأمس ، صرح غروسي بأنه يعتزم التوجه إلى إيران فبراير المقبل، لإجراء «محادثات سياسية تشتد الحاجة إليها لحمل طهران على استئناف التعاون والحوار بشأن أنشطتها النووية»، مشيرا إلى «الجمود الكبير جدا» في تلك المفاوضات، وقال إن تراجع إيران عن اتفاق 2015، بما في ذلك فصلها 27 كاميرا تابعة للوكالة تراقب مواقعها النووية المعلنة، يعني أن الوكالة لم تعد تراقب بشكل فعال برنامج طهران الذري منذ عام على الأقل.

وأعرب عن أمله في «إحراز بعض التقدم في استعادة التعاون الإيراني مع وكالته خلال زيارته»، لافتا إلى أنه بالإضافة إلى أنها لم تقدم للوكالة الدولية للطاقة الذرية معلومات طلبتها بشأن الآثار المشعّة التي عُثر عليها في مواقع لم يتم الإعلان عنها كمواقع نووية، فإن مخزون إيران المتزايد من اليورانيوم المخصّب يثير القلق.

وتابع: «لقد جمعوا ما يكفي من المواد النووية لصنع عدد من الأسلحة النووية، وليس سلاحا واحدا في هذه المرحلة»، مشيرا إلى أن لدى الجمهورية الإسلامية اليوم 70 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء 60%، و1000 كيلوغرام بدرجة نقاء 20%، لكنه أوضح أنها لم تبلغ مرحلة صنع سلاح نووي، التي تتطلب بلوغ درجة نقاء التخصيب نحو 90%.

وتأتي تلك التطورات في وقت واصلت إسرائيل والولايات المتحدة فعاليات أكبر مناورة عسكرية مشتركة لهما، لإرسال رسالة واضحة إلى إيران وتأكيد قوة تحالفهما.

ويضم تدريب الذخيرة الحية، الذي انطلق الاثنين الماضي، والمسمى «جونبير أوك»، 100 مقاتلة أميركية مع مقاتلين وقاذفات وطائرات تزويد بالوقود تحلق رفقة 42 طائرة عسكرية إسرائيلية فوق صحراء النقب، وتشارك مجموعة حاملة الطائرات «جورج بوش» في التدريبات، التي ستغطي جميع الأفرع، بما في ذلك الفضاء والحرب الإلكترونية.

إلى ذلك، أعلن وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل خطيب أن قوات بلاده تمكنت من «تفكيك 12 خلية» وصفها بـ«الإرهابية التي تخطط للانتقام من هزيمتها من خلال الفتن التخريبية»، مشيرا إلى أن جميع هذه الخلايا «مرتبطة بالموساد الإسرائيلي».

وجاء ذلك في وقت أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية فرض عقوبات جديدة على 25 شخصا وكيانا من الاتحاد الأوروبي، و9 من المملكة المتحدة، ردا على العقوبات التي فرضت عليها الاثنين الماضي بسبب قمع الاحتجاجات.