وسط تحذيرات جدية من سيناريو انهيار شامل للقضاء في لبنان، انتشرت معلومات متضاربة عن ادعاء النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات على القاضي طارق البيطار المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت، وقرر منعه من السفر. وكان البيطار استدعى عويدات إلى جانب عدد من الشخصيات أبرزهم رئيس الحكومة السابق حسان دياب وقائد الجيش السابق جان قهوجي للتحقيق معهم في ذلك الانفجار.
ورفض عويدات قرارات البيطار وأكد أن القاضي «مكفوفة يده» عن ملف التحقيق بموجب القانون.
كما قرر عويدات، إطلاق سراح جميع الموقوفين في قضية انفجار المرفأ بدون استثناء ومنعهم من السفر، وجعلهم بتصرف المجلس العدليّ في حال انعقاده وإبلاغ من يلزم.
ولفت في بيان إلى أنّ ذلك يأتي فيما «المحقق العدلي القاضي طارق البيطار المكفوفة يده في قضية انفجار مرفأ بيروت، اعتبر نفسه مولجاً بصلاحيات النائب العام لدى محكمة التمييز، في اتخاذ ما يراه مناسباً من إجراءات، فيكون بذلك قد استقى صلاحياته وسلطته من الهيئات القضائية جمعاء».
من ناحيته، أكد البيطار أن «أي تجاوب من القوى الأمنية مع قرار النائب العام التمييزي غسان عويدات بإخلاء سبيل الموقوفين سيكون بمنزلة انقلاب على القانون»، مشيراً إلى أن «المحقق العدلي وحده من يملك حق إصدار قرارات إخلاء السبيل، بالتالي لا قيمة قانونية لقرار عويدات».
وبينما جدد البيطار رفضه التنحي عن الملف، قالت الضابطة العدلية، إنها ستنفذ قرار عويدات وهو ما ينذر بانهيار الجسم القضائي بالكامل.
أخطر أزمة
إلى ذلك، أكد قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، اليوم ، أن «الجيش واجه تحديات كثيرة وصمد لكن هذه الأزمة هي الأخطر».
وخلال إطلاق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع السفارة الأميركية برنامج دعم عناصر الجيش وقوى الأمن، في بيت الأمم المتحدة بالاسكوا، شكر عون «الولايات المتحدة الأميركية الصديقة لمبادرتها، وأشكر كل من سعى لإنجاز هذا المشروع لدعم الجيش الذي سيبقى صامداً وجاهزاً للتضحية».
من ناحيتها، أعلنت سفيرة الولايات المتحدة في بيروت دوروثي شيا موافقة الكونغرس الأميركي على إعادة تخصيص جزء كبير من المساعدة الأمنية لقوى الامن الداخلي والجيش اللبناني.
وأكدت شيا خلال إطلاق برنامج الدعم أن «المدفوعات سوف تعطى بموجب القانون الأميركي أي مئة دولار شهرياً لمدة ستة أشهر لمبلغ إجمالي بقيمة 72 مليون دولار، مؤكدة أنه «يقع على عاتق الحكومة اللبنانية دفع رواتب جنودها وقواها الأمنية».
وقالت إن الجيش وقوى الأمن الداخلي تلقيا كلاهما دعماً أمنياً سابقاً من الولايات المتحدة عن طريق تقديم التدريب والعتاد، لكنها ستكون المرة الأولى التي ستدعم فيها بلادها رواتب تلك القوات.
ويعاني الجيش اللبناني معاناة شديدة حالياً لدرجة أن المطاعم التابعة له توقفت عن تقديم اللحوم للقوات المسلحة في عام 2020 وبدأ في تنظيم جولات بطائرات الهليكوبتر لمشاهدة معالم البلاد لجمع الأموال.
جاء ذلك، فيما أقدم عدد من اللبنانيين اليوم ، على قطع الطرق في بعض مناطق العاصمة بيروت وخارجها احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية واستمرار تراجع قيمة العملة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي الذي اجتاز عتبة 56 ألف ليرة مقابل الدولار الواحد، مما انعكس على ارتفاع في أسعار المحروقات والغاز والسلع الغذائية.
وقطع محتجون الطريق أمام مصرف لبنان في بيروت كما اغلق آخرون الطريق الدولي بين مدينة طرابلس وعكار في مدينة «البداوي» شمالاً، وكذلك قطعت الطريق على مدخل مدينة صور الجنوبية وبعلبك شرق البلاد.
إلى ذلك، زار رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل اليوم ، بكركي تلبية لدعوة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي استبقاه على العشاء وفي صدارة المناقشات ملف انتخابات رئاسة الجمهورية.
وكانت معلومات أفادت بأن باسيل لا يزال يرفض بقوة سعي حزب الله إلى انتخاب زعيم تيار المردة سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، وهو ما يرفضه كذلك حزب «القوات اللبنانية» بزعامة سمير جعجع. ولم يتضح إذا كان الراعي سيقوم بوساطة بين جعجع وباسيل، خصوصاً في ظل تلويح قوى الثنائي الشيعي بالسعي لإيصال فرنجية ولو لم تؤيد الكتلتان المسيحيتان (القوات والتيار) هذا التوجه.