مع بداية عامها الثاني، دخلت الحرب الروسية ــ الأوكرانية مرحلة جديدة من الخطورة، مع إعطاء ألمانيا والولايات المتحدة الضوء الأخضر لتزويد كييف بدباباتهما القتالية من طراز «ليوبارد» و«أبرامز»، والسماح لجميع الحلفاء الغربيين بإعادة تصدير مخزونهم منها إلى كييف.
وأعلن المستشار الألماني أولاف شولتس قرار إرسال 14 دبابة ليوبارد 2 من مخزونات الجيش لأوكرانيا كدفعة أولى من أصل نحو 90 لدعمها في مواجهة روسيا.
وأكد وزير الدفاع الألماني أن تلك الدبابات لن تكون قابلة للتشغيل في أوكرانيا قبل 3 أو 4 أشهر، مشدداً على أن «ألمانيا لن تصبح طرفاً في الحرب، وستحرص على ذلك».
بدوره، كشف الرئيس الأميركي جو بايدن عن خطة لتزويد نظيره الأوكراني فلوديمير زيلينسكي بما يقرب من 30 إلى 50 دبابة أبرامز، فيما أعلن قصر الإليزيه أن القرار الألماني عزز خططه لإرسال دباباته القتالية «لوكلير» إلى كييف.
وسارعت هولندا وفنلندا والنرويج وإسبانيا إلى إعلانها توريد دبابات ليوبارد المتاحة لديها إلى أوكرانيا لتنضم إلى بريطانيا التي أعلنت إرسال دبابات تشالنجر، في وقت صوتت لجنة في البرلمان السويسري لمصلحة مقترح لتعديل قانون الحياد العسكري للسماح بتقديم أسلحة إلى أوكرانيا عبر دول أخرى.
في المقابل، اتهمت روسيا شولتس وبايدن بتحريك «عقارب الساعات النووية»، وأعلنت أن المناقشات مع الغرب بشأن «الخطوط الحمراء» أصبحت شيئاً من الماضي.
وحث نائب رئيس مجلس الأمن دميتري مدفيديف واشنطن وبرلين على «وقف دقات عقارب الساعات النووية»، في حين رأى رئيس الوفد الروسي في محادثات فيينا، كونستانتين غافريلوف، أن استخدام كييف لقذائف اليورانيوم من دبابات «ليوبارد 2» سيعتبر استخداماً للقنابل النووية القذرة.
وأكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن «الوضع متوتر بشأن التراشق النووي، ومسار الولايات المتحدة والناتو ينذر بالخطر»، واصفاً قناعة الغرب بأن استمرار الحرب ضمان لأمن قارة أوروبا يعد من «السخف والغباء».
في تفاصيل الخبر:
بعد عدة أسابيع من التردد، رضخت حكومة المستشار الألماني، أولاف شولتس، لضغوط الحلفاء، وقررت منح أوكرانيا دباباتها القتالية من طراز «ليوبارد 2» والسماح لشركائها الغربيين بإعادة تصديرها لها، في خطوة تزامنت مع قرار مماثل للبيت الأبيض لتزويد الجمهورية السوفياتية السابقى بدبابات «أبرامز».
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن هيبشترايت، في مؤتمر صحافي، «بعد مفاوضات مكثفة مع شركائنا سنسلم أوكرانيا في خطوة أولى 14 دبابة ليوبارد من مخزونات الجيش»، مشيرا إلى أن الشركاء الأوروبيين سيوفرون من جانبهم أيضاً دبابات لهذا الغرض، والحكومة الألمانية ستصدر التصاريح الخاصة لهم لإعادة تصديرها.
وأوضح هيبشترايت أن الهدف تجميع كتيبتي مدرعات بدبابات ليوبارد، وإلى جانب الدبابات، فإن الدفعة الأولى من المساعدات ستشمل الذخيرة والصيانة التقنية، بالإضافة إلى الأمور اللوجيستية.
وتضم كتيبة المدرعات الألمانية الرئيسية في العادة 44 دبابة ليوبارد، ما يعني أن الأمر يدور حول توريد ما مجموعه نحو 90 دبابة إلى أوكرانيا.
ودافع المستشار الألماني عن قراره أمام البرلمان، قائلاً: «زودنا أوكرانيا بدبابات وأنظمة دفاعية، كما سنزودها بأنظمة باتريوت لتدافع بها عن نفسها، وسنبقى دوماً في طليعة الدول الداعمة لها»، مضيفاً: «قررنا أيضاً تزويدها بمدرعات بالتنسيق مع فرنسا، لأننا لا نتصرف في هذا الملف بمفردنا، وعلينا العمل بشكل وثيق مع حلفائنا لتسليم المعدات العسكرية الضرورية لها، وقرار الانتظار الذي اتخذناه للتنسيق والتعاون الدولي بشأن تسليم معدات لأوكرانيا كان صحيحاً».
وإذ أكد وزير الدفاع أن دبابات ليبارد لن تكون قابلة للتشغيل في أوكرانيا قبل 3 أو 4 أشهر، شدد على أن «ألمانيا لن تصبح طرفا في الحرب، وستحرص على ذلك».
ورغم تعهده بأن «الناتو لم ولن يكون طرفاً في النزاع بين الجارتين، ولم يرسل قوات أو طائرات تابعة له إلى هناك»، رحب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، بشدة بقرار شولتس بتقديم الدبابات، معتبراً أنه «في لحظة حاسمة من الحرب الروسية يمكن لتلك الدبابات أن تساعد أوكرانيا في الدفاع عن نفسها والفوز والانتصار بوصفها دولة مستقلة».
دبابات الغرب
وعلى الفور، أعلنت هولندا وفنلندا والنرويج اعتزامها توريد دبابات ليوبارد المتاحة لديها إلى أوكرانيا، في وقت صوت لجنة في البرلمان السويسري لصالح مقترح لتعديل قانون الحياد العسكري للسماح بتقديم أسلحة إلى أوكرانيا عبر دول أخرى.
واعتبر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، الذي تعهد بتوفير 14 دبابة من طراز «تشالنجر-2» لأوكرانيا، أن ألمانيا «اتخذت القرار الصحيح لتعزيز قدرات كييف الدفاعية»، معتبراً أن «الوقت حان لروسيا أن تدرك أن المجتمع الدولي عازم على دعم أوكرانيا».
وبينما أكد رئيس وزراء بولندا أن إرسال دبابات «ليوبارد» لأوكرانيا خطوة كبيرة لإيقاف روسيا، رحبت الرئاسة الأوكرانية بموافقة برلين على تسليمها الدبابات، واعتبرتها خطوة أولى.
وفيما أعلنت الرئاسة الفرنسية أن القرار الألماني يعزز خططها لإرسال دباباتها القتالية «لوكلير» إلى كييف، حسم الرئيس الأميركي جو بايدن قرار تزويد نظيره الأوكراني فلوديمير زلينسكي بدبابات أبرامز.
وكشف مسؤولان أميركيان عن احتمالية إعلان بايدن عن إرساله «عدد بارز من الدبابات» ستشمل ما يقرب من 30-50 دبابة لمساعدة إلى أوكرانيا على مواجهة الهجمات الروسية.
وأوضح المسؤولان أنه من المرجح شراء دبابات أبرامز من خلال صندوق يعرف باسم مبادرة المساعدة الأمنية الأوكرانية التي تسمح لإدارة بايدن بالحصول على أسلحة من صناعة الدفاع لا من مخزونات أسلحة «البنتاغون» الحالية.
الساعة النووية
في المقابل، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، «من الناحية التكنولوجية، الخطة فاشلة ومبالغة في تقدير الإمكانات التي ستُضاف للجيش الأوكراني. هذه الدبابات ستحترق مثل غيرها. إنها باهظة الثمن فحسب». وأشار إلى عدم وجود مخرج دبلوماسي من الأزمة في المستقبل المنظور.
ووصف بيسكوف قناعة البعض باستمرار الحرب ضمانا لأمن قارة أوروبا ب «السخف والغباء»، مؤكداً أن «الوضع متوتر بشأن التراشق النووي ومسار الولايات المتحدة والناتو ينذر بالخطر».
ودعا نائب رئيس مجلس الأمن دميتري مدفيديف بايدن وشولتس إلى «وقف دقات عقارب الساعات النووية». وقال مدفيديف، رداً على سؤال بشأن طريقة إعادة هذه الساعة إلى الوراء قليلاً: «دعوا صانعي الساعات بايدن وشولتس يوقفان دقات الساعة الذرية لفترة من الوقت للقيام بذلك، وعليهما أن يفهما أن سهمهما الأوكراني صدئ منذ فترة طويلة».
وصرح رئيس الوفد الروسي في محادثات فيينا، كونستانتين جافريلوف، بأن استخدام كييف لقذائف اليورانيوم من دبابات «ليوبارد 2 « سيعتبر استخداماً للقنابل النووية القذرة.
الخطوط الحمراء
ووسط تصاعد التوتر، أعلنت الخارجية الروسية أن المناقشات مع الغرب بشأن «الخطوط الحمراء» أصبحت شيئاًَ من الماضي، مشيراً إلى أن «الولايات المتحدة أعلنت بشكل لا لبس فيه رغبتها في إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، ومن المستحيل تجاهل هذا الواقع».
بدوره، شدد الرئيس فلاديمير بوتين خلال لقاء مع حاكم مقاطعة بيلغورود، على أن موسكو تنتج أضعاف ما تنتجه واشنطن من صواريخ الدفاع الجوي الشبيهة بأنظمة باتريوت الأميركية، مؤكداً أنها أظهرت أنها الأفضل في العالم بهذه الحرب.
سوليدار وباخموت
وعلى الأرض، حذر الرئيس الأوكراني، الذي أقال أمس مدير قسم المشتريات في وزارة الدفاع، بوهدان خميلنيتسكي، بسبب فضيحة شراء أغذية باهظة الثمن للجنود، من أن روسيا تستعد ل «موجة جديدة من العدوان»، وتزيد من النشاط العسكري بالقرب من باخموت وفوليدار في دونيتسك.
وبعد إعلان موسكو قبل أسبوعين الاستيلاء على المدينة، أقر الجيش الأوكراني بالانسحاب من سوليدار.
في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن الفرقاطة «الأدميرال غورشكوف»، اختبرت غرب المحيط الأطلسي قدراتها الهجومية في محاكاة حاسوبية لصواريخ «زيركون»، التي يزيد مداها عن 900 كلم، وتتحرك بسرعة أكبر بعدة أضعاف من سرعة الصوت.