في عمليةٍ عسكريةٍ وُصِفت بالأوسع منذ سنوات في مخيم ومدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة، ارتكبت القوات الإسرائيلية، أمس، مجزرة أسفرت عن مقتل 9 فلسطينيين وإصابة 20 بينهم 4 حالات حرجة.
وذكر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أن قواته المدعومة بوحدة العمليات الخاصة «اليمام» وعناصر من «الشاباك» و«حرس الحدود» شنت عملية في جنين، لتوقيف عناصر خلية تورطوا أخيراً في عمليات عدائية واسعة النطاق، وأقدموا على تنفيذ عدة عمليات إطلاق نار ضد قوات الأمن الإسرائيلية بعد ورود معلومات عن تخطيطهم لهجوم وشيك خطير.
وأعلن الجيش في ختام العملية، التي استمرت 3 ساعات وتخللها قطع التيار الكهربائي عن المخيم كله، وتعطيل دوام المدارس، وإطلاق صواريخ على منازل تحصّنت بها عناصر مسلحة، رفعَ درجة التأهب للتعامل مع «تصعيد محتمل». وعقب مشاورات حكومية برئاسة بنيامين نتنياهو، هنأ وزير الأمن ايتمار بن غفير القوات الإسرائيلية ب«نجاح عملية جنين ضد المخربين».
في المقابل، تحدثت «سرايا القدس» الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، في بيان، عن قيام مقاتليها بتفجير عدة عبوات ناسفة بقوة إسرائيلية قرب محيط أحد المنازل في المخيم، مشيرة إلى تحقيق إصابات.
وبينما ذكرت عدة فصائل فلسطينية أن عناصرها المسلحة شاركت في التصدي للمقتحمين، أفادت تقارير بأن معظم القتلى ينتمون إلى «الجهاد»، بالإضافة إلى قيادي في «شهداء الأقصى» التابعة لحركة فتح.
من جهتها، قالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن الجنود الإسرائيليين داهموا مستشفى للأطفال، وأطلقوا الغاز المسيل للدموع بداخله، ما تسبب في إصابات، متهمةً سلطات الاحتلال بإعاقة وصول سيارات الإسعاف لإنقاذ الجرحى.
وأطلقت عدة فصائل فلسطينية، في مقدمتها «الجهاد» و«حماس» و«الجبهة الشعبية» و«عرين الأسود»، تهديدات بالرد على العملية التي تعد الأكبر منذ وصول حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي توصف بأنها الأكثر يمينية وتديناً في تاريخ الدولة العبرية.
وأكد نائب رئيس المكتب السياسي ل «حماس»، صالح العاروري، أنّ «الاحتلال سيدفع الثمن، ورد المقاومة لن يتأخر»، داعياً إلى أوسع مواجهة مع قوات الاحتلال بكل الوسائل المتاحة، في حين أعلنت «فتح» الإضراب الشامل في مختلف أنحاء البلاد، «حداداً على أرواح الشهداء».
في غضون ذلك، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس القيادة إلى اجتماع طارئ، بينما طالب رئيس الوزراء محمد اشتية، ووزارة الخارجية، المجتمع الدولي والإدارة الأميركية بتدخل دولي عاجل لحماية الشعب الفلسطيني بعد «الهجوم الدموي والهمجي».
وفي حين دانت وزارة الخارجية الأردنية الهجوم الإسرائيلي، الذي يأتي بعد يومين من زيارة نادرة قام بها نتنياهو إلى عمان، أفادت مصادر بفتح مصر خطوط اتصال مباشرة مع قادة الفصائل في غزة من جهة، والمسؤولين الإسرائيليين من جهة أخرى، في محاولةٍ لمنع تصعيد صاروخي يشمل غزة.
وجاء الاقتحام عشية بدء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جولة تشمل إسرائيل والضفة الغربية ومصر. وقالت الخارجية الأميركية، في بيان أمس، إن الوزير سيتشاور مع الشركاء بشأن قضايا من بينها الغزو الروسي لأوكرانيا، وإيران، والعلاقات الإسرائيلية- الفلسطينية والإبقاء على حل الدولتين لإنهاء الصراع، كما سيحض على ضرورة اتخاذ الطرفين خطوات للتهدئة ووقف العنف.