هناك ثلاثة أسباب قادت الملياردير الأميركي إيلون ماسك، إلى مغادرة عرش أثرياء العالم، ربما كان أبرزها التراجع الكبير في سعر أسهم شركة «تسلا» خلال العام الماضي، إضافة إلى الخسائر العنيفة التي تكبدتها أسواق الأسهم الأميركية، خصوصاً قطاع التكنولوجيا، فضلاً عن التراجع القياسي في إعلانات منصة «تويتر».
وتشير البيانات التي أعدتها «العربية.نت»، إلى أن ماسك الذي بلغت ثروته في نوفمبر 2021 مستوى قياسياً عند 342 مليار دولار، واصلت النزول خلال الفترة الماضية لتسجل مستوى 135 ملياراً، لكنه تمكن أخيراً من إضافة نحو 10.6 مليارات دولار، لتصبح ثروته في الوقت الحالي عند 145 ملياراً، محتلاً بهذا الرقم الترتيب الثاني في قائمة أثرياء العالم.
ووفقاً لتوقعات الأسعار لمدة 12 شهراً بناءً على آراء 20 محللاً، فإن متوسط التوقعات لسهم «تسلا» هو 970.55 دولاراً، والتوقعات الأكثر إيجابية هي 1580 دولاراً، أما التوقعات الأكثر تشاؤما تقدر السهم بنحو 250 دولاراً.
أما بالنسبة لتوصيات المحللين، فقد صنف 10 محللين من أصل 21، أسهم «تسلا» على أنها «للشراء القوي»، وأوصى 3 محللين «بالشراء»، فيما قال 5 محللين، إنهم ليسوا متأكدين من اتجاه السعر المستقبلي ويوصون ب «الاحتفاظ» بالسهم، بينما أوصى 3 محللين ب «البيع القوي»، في حين لم يقم أي من المحللين بتقييم السهم عند مستوى بيع منتظم.
وكرر بنك «جي بي مورغان» تصنيف «تخفيض المراكز»، ويعني أن السعر المستهدف دون السعر الحالي للسهم، ورفع السعر المستهدف من 295 دولاراً إلى 325 دولاراً في 27 يناير 2022. ويعتبر هذا التوقع متشائماً جداً بالنسبة لأسهم «تسلا» لأن السعر المستهدف يعني تراجعا بنسبة 65.3% عن يناير.
وفيما يتعلق بأسواق الأسهم الأميركية، فقد انخفض مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 34% منذ بداية العام الماضي وحتى نهاية تداولات ديسمبر، كما تراجع مؤشر «ستاندارد آند بورز 500» بنسبة 20%.
ويعود هذا التراجع إلى قيام بنك الاحتياطي الفدرالي برفع سعر الفائدة بمقدار 425 نقطة لتخفيف حدة التضخم الذي صعد إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من أربعة عقود.
بينما أدى التشديد النقدي إلى خفض كمية السيولة في الأسواق، مما أعاق الاستثمارات الجديدة، خصوصاً في قطاع التكنولوجيا، وأدى رفع سعر الفائدة من البنك المركزي الأميركي إلى ارتفاع قيمة الدولار، وبالتالي هروب المستثمرين إلى سوق العملات.
وبالنسبة لمنصة «تويتر»، فبحسب بيانات «ستاندرد ميديا إندكس»، تراجع الإنفاق الإعلاني على تويتر بنسبة 71% على أساس سنوي في ديسمبر، مع مواصلة الشركات الكبرى الانسحاب إثر استحواذ إيلون ماسك على المنصة.
ويعد هذا هو الشهر الثاني على التوالي الذي يشهد تراجع عوائد الإعلانات على «تويتر»، وهو ما تسبب في انخفاض إيرادات الشركة خلال الربع الأخير من عام 2022 بنحو 35% على أساس سنوي، وتحتل الإعلانات في العادة ما يصل إلى 90% من إجمالي إيرادات عملاق التواصل الاجتماعي.
وكشف التقرير، أن 14 من أفضل 30 معلناً على «تويتر» أوقفوا التعامل مع المنصة في أكتوبر، بعد فترة وجيزة من تولي إيلون ماسك مهام الرئيس التنفيذي للشركة، في حين انسحب آخرون بعد فوضى العلامات الزرقاء التي سمحت لمجهولين بانتحال صفة أي شركة كبرى. وصرح الملياردير إيلون ماسك بأن «تسلا» قد تبيع حوالي مليوني سيارة هذا العام، بعدما خفضت الشركة أسعار موديلاتها مع إعطاء الأولوية لتوسيع قاعدة العملاء.
وذكر المدير التنفيذي للشركة عقب صدور نتائج الأعمال الفصلية: هذه التغيرات السعرية تحدث فرقاً حقاً للمستهلك، لأنني أعتقد أن هناك عدداً كبيراً من الناس يرغبون في شراء سيارة «تسلا» ولكنهم لا يستطيعون تحمل تكلفة شرائها.
وأوضح أن طلبات السيارات تعتبر ضعف الإنتاج تقريباً في يناير، مما دفع «تسلا» لإجراء زيادات ضئيلة على سعر السيارة الرياضية متعددة الأغراض «موديل واي».
وأضاف «ماسك» قائلاً: نتوقع أن يكون الطلب على سيارات «تسلا» جيداً على الرغم من الانكماش المحتمل في سوق السيارات ككل.