شوشرة: ارقوهم
عدنا مجدداً إلى المربع الأول بعد الدخول في عملية تحدٍّ، ومعركة كسر عظم بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، واستقالة حكومية رغم أن المطالب النيابية مستحقة، وتلامس هموم الشارع الكويتي الذي كان يضع الآمال على أن تكون المرحلة الحالية مزدهرة بالعمل والإنجاز والاتفاق والتعاون والتهدئة.
وللأسف الشديد فقد خابت الآمال بعد أن أصبح كلا الطرفين متمسكاً بموقفه، وكأن القضية أصبحت تحدياً دون الالتفات إلى واقعنا المؤلم الذي أصبح أكثر مللاً مع استمرار الصراع والتناحر والتهديد والوعيد واستخدام اللف والدوران في مواجهة كلا الطرفين لبعضهما، حتى أصبحنا نعد الأيام التي تشهد هدوءاً مقارنة بما نشهده من دوامة الأزمات في كل فترة، ونحسد أنفسنا عندما تمر أيامنا بهدوء وسلام دون ضجيج السلطتين وصداعهما المزمن.
ويبدو أن هناك لعنة تلاحق كلا الطرفين رغم تغير الأسماء والمناصب، الأمر الذي يتطلب تدخلاً عاجلاً لتطبيق الرقية الشرعية للكشف عن المستور وعلاج العيوب، وعما إذا كان هناك جنّي يسهم في تدمير العلاقة والتعاون والاستقرار والإنجاز والهدوء، أو هناك عين خبيثة تتابع أوضاعنا فتتمدد لتصيبنا بالحسد وتنشر الضرر!
فمن غير المنطق والمعقول أن تتحول علاقة الود والوئام إلى مواجهة قاسية وتهديد مبطن وتلويح باتخاذ أقسى الإجراءات فضلا عن استقالة الحكومة، فأين العقلاء لإذابة الجليد ومنع تفجر البراكين وتهدئة الزوبعة التي ستكون تبعاتها وخيمة؟
إن الوضع المضطرب ضحيته دائما الشارع الذي ملّ من التأزيم، ومن استمرار إصابته بعدوى الاحتقان، خصوصاً في أيام قاسية بسبب الأحوال السياسية التي تفوق حرارتها حر الصيف.
إن العودة إلى الخلف ستعطل معها كل شيء في ظل غياب كلا الطرفين عن ممارسة دوره الحقيقي في العمل، لذلك فإن الحكمة يجب أن تكون حاضرة حاليا لإيجاد حلول عادلة تحقق الأهداف المرجوة وتفعل معها دور كل من يمارس سلطته وفقا للحدود التي تمكنه من اتخاذ القرارات السليمة بعيداً عن دغدغة المشاعر وتبادل الاتهامات والتسابق للتصيد.
آخر السطر:
من سينتصر للشعب الذي أرهقته الأيام بسبب الأزمات المتعاقبة؟!