جراثيم صديقة للمعدة والأمعاء
كل الأطعمة والسكاكر في الأسواق المركزية عليها ملصق جدول للمكونات الغذائية ومحتوياتها من الدهون والأملاح والسكريات، وأحيانا المواد الحافظة التي تحتويها المعلبات، وكثيراً ما نقرأ ضمن المكونات المنشورة على ملصقات بعض الأطعمة كلمات مثل كلمتي «بروبايوتك» و«بريبايوتيك»، لكن الكثير منا يتساءل: إلى ماذا يشير هذان المصطلحان؟ وما أهميتهما بالنسبة إلى جسم الإنسان؟
فالأمعاء مغطاة ببطانة مكونة من أعداد هائلة من البكتيريا الضارة والنافعة، كتجمع بيئي متناسق طبيعياً يعرف باسم «المايكروبيوم» لهذه الكائنات الدقيقة، وغالباً ما يسبب نقص البكتيريا النافعة «البروبايوتيك»، أو زيادة نمو البكتيريا الضارة في هذا التجمع مشاكل في الأمعاء والقولون، مثل الغازات والإمساك والإسهال المزمن وسوء الهضم والارتجاع، والتي قد تكون مصحوبة بالألم المعوي والمغص والإرهاق في كثير من الأحيان. لذلك فإن الحفاظ على توازن هذه الكائنات في الأمعاء يعد ضرورياً، لتنمو بشكل طبيعي من خلال استعمال الأغذية المخمرة كاللبن الرائب والمخللات بالماء والملح للخضار، مما يعمل على تعزيز قدرة الجسم على امتصاص المواد الغذائية وهضمها وتقوية الجهاز المناعي في محاربة العدوى والمساعدة في الحماية من البكتيريا الضارة والفطريات، أو زيادة أعدادها عن النافعة فتساعد في السيطرة على الالتهابات وكثير من حالات الاسهال والإمساك.
وننصح قبل استعمالها عن طريق المكملات الغذائية من الصيدليات أو محال المكملات الغذائية، بالعودة الى الصيدلي أو استشاري التغذية أو الطبيب المعالج، والاستفسار عنها، وذلك لتجنب احتمال التعرض لأي آثار جانبية ضارة مثل استعمال أعداد كبيرة من البكتيريا النافعة والزائدة على الحد، أو لمعرفة كيفية استعمالها الصحيح ومنعا لتعارضها مع أدوية أخرى، خصوصاً للأمراض المزمنة، علما أن الكثيرين يفضلون استعمال الكفير والكامبوشا كمواد غذائية طبيعية لاحتوائهما على كميات عالية من البكتيريا النافعة، إلا أنهما محرمان شرعا على المسلمين لما يحتويانه من الكحول أثناء التخمير وإن كان بكميات قليلة، كما في خل البلسمك أيضا. أما البريبايوتيك نوع من الكربوهيدرات المتوافرة في أجزاء الطعام غير القابلة للهضم التي تتغذى عليها الأمعاء فقط، وهي تحفز نمو البكتيريا النافعة، وتعتبر مصدر الوقود والغذاء بالنسبة للنافعة، فتمر أليافها عبر الأمعاء الدقيقة دون هضم، وعندما تصل إلى الأمعاء الغليظة تخضع لعملية التخمير التي توفر الغذاء للبكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي.
وفي دراسات أخيرة في الطب النفسي أوضحت أن الأشخاص الذين لديهم شبكات اجتماعية أكبر وتجمع صداقي بشكل منتظم، مع الرياضة المنتظمة والنوم الهادئ، يكون لديهم ميكروبيوم أمعاء أكثر تنوعا، وبشكل صحي أكثر ينعكس على الشخص وصحة الأمعاء، والخلو من الأمراض.