شاركت الشعبة البرلمانية الكويتية في اجتماع اللجنة الدائمة المتخصصة للشؤون السياسية والعلاقات الخارجية ضمن أعمال مؤتمر اتحاد مجالس دول منظمة التعاون الإسلامي الـ17 المنعقد في الجزائر.
وقال عضو الشعبة النائب شعيب شعبان في كلمة خلال اجتماع اللجنة أن العالم يشهد في الآونة الأخيرة العديد من الأحداث الهامة المتسارعة والتحديات الكبيرة التي يجب علينا أن نتابعها بكل دقة وحذر، ومن أهمها الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت في شهر فبراير من العام الماضي.
وأوضح أن هذه الحرب لها مخاطر سياسية اقتصادية واجتماعية على الدول الإسلامية فعلى المستوى السياسي نجد أن هذه الحرب تُشكّل تهديداً نظراً لقرب بعض الدول الإسلامية من مناطق المسلح على خط سير الحرب وانتقالها إلى مناطق أخرى في العالم النزاع.
ولفت شعبان إلى إمكانية تغير ملامح النظام العالمي بدخول القوى الكبرى في الحرب بشكل مباشر، مضيفاً أن هذه الحرب تسببت في نشوء حالة من عدم الاستقرار السياسي في بعض دولنا الإسلامية من خلال المظاهرات والاضطرابات الناتجة عن سوء الأوضاع الاقتصادية في تلك الدول.
وبيّن أنه من الناحية الاقتصادية فإن الصراع الروسي الأوكراني أدى إلى ارتفاع ملحوظ في أسعار السلع الأولية كالطاقة والغذاء، مما سيدفع إلى رفع مستويات التضخم في كثير من دولنا وهو ما يؤدي إلى تآكل قيمة الدخول.
وأضاف أنه هذا الصراع سيؤثر سلباً في الدول الإسلامية والعالم أجمع في ظل فرض العقوبات الاقتصادية والمالية على روسيا، وستواجه بعض الدول التي تعتمد على روسيا وأوكرانيا في استيراد المواد الغذائية الأساسية صعوبات كبيرة مما يعرض أمنها الغذائي للخطر.
وأشار إلى أن هناك خسائر كبيرة ضربت القطاع السياحي في بعض الدول الإسلامية منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، ونتيجة لهذه الآثار برزت التداعيات الاجتماعية من خلال زيادة معدلات الفقر والجوع والبطالة على الأسر والمجتمعات في عالمنا الإسلامي.
وأوضح شعبان أن موقف دولة الكويت حيال الأزمة الروسية الأوكرانية بينه سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح – حفظه الله- في كلمته التي ألقاها في قمة جدة للأمن والتنمية التي عقدت بتاريخ 16 يوليو2022.
وأكد على أن موقف الكويت جاء منسجماً مع موقف منظمة التعاون الإسلامي القائم على التمسك بمبادئ القانون الدولي ومتسقاً وميثاق الأمم المتحدة، المبني على احترام سيادة الدول وسالمة أراضيها واستقلالها السياسي، الرافض لاستخدام القوة أو التهديد بها في حل النزاعات بين الدول.
وقال شعبان إن منظمة التعاون الإسلامي شددت في الإعلان الصادر عن الدورة الثامنة والأربعين لمجلس وزراء الخارجية التي عقدت في العاصمة الباكستانية إسلام أباد بتاريخ 23 مارس 2022م، على دعمها المطلق لتطبيق مبادئ ميثاق الأمم المتحدة بما في ذلك عدم استخدام القوة واحترام سيادة الدول وسلامتها الإقليمية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وأضاف «كما دعت المنظمة إلى أهمية التسوية السلمية للنزاعات والوقف الفوري للعمليات القتالية لتجنب المزيد من الخسائر وللحفاظ على السلم والأمن الدوليين».
ولفت إلى أن أمين عام منظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه أكد أيضاً خلال زيارة لروسيا بتاريخ 23 أكتوبر 2022م، على أن الدول الأعضاء في المنظمة تدعو إلى تحقيق السلام بين موسكو وكييف وأهمية تسوية النزاع بالطرق السلمية.
وتابع شعبان قائلاً أنه «علينا كبرلمانيين العمل على مواكبة آخر التطورات التي تطرأ على عالمنا الإسلامي ومراقبتها بشكل دقيق لتجنب آثارها وتداعياتها واكتساب الخبرات منها».
وبيّن أن عقد مثل هذه الاجتماعات لها أهمية كبرى في تبادل الآراء والتنسيق فيما بيننا إزاء هذه الأحداث والتطورات.
وأضاف «لا ننسى دورنا كذلك في برلماناتنا الوطنية من خلال عقد الجلسات الخاصة لمراقبة الأوضاع الداخلية وأداء حكوماتنا في مواجهة التداعيات والآثار الناجمة عن مثل هذه الأحداث».
يُذكر أن وفد الشعبة البرلمانية الكويتية يشارك في مؤتمر اتحاد مجالس دول منظمة التعاون الإسلامي في الجزائر برئاسة وكيل الشعبة ثامر السويط وعضوية أمين سر الشعبة د. محمد المهان وأمين الصندوق حمد العبيد وعضو الشعبة شعيب شعبان بالإضافة إلى حمدان العازمي ممثلاً عن البرلمان العربي.