لم تكن النية كتابة مقال هذا الأسبوع، لعدم متابعتي للشأن الداخلي بسبب وجودي في العاصمة البريطانية لندن لزيارة الأهل والأصدقاء ممن يتلقون العلاج هناك.
لكن ما سمعته صباح يوم الجمعة من الطيار الإماراتي محمد أحمد الشحي بالرحلة الأخيرة من أبوظبي إلى الكويت جعلني أعيد النظر، فقد قال الرحلة من أبوظبي إلى مطار الكويت الحبيبة، لكنني أحسست بصدقه وهو يقولها.
أكتب لأقول إنه وللأسف في الفترات الأخيرة كثر التنمر بين بعض مواطني دول مجلس التعاون لأننا كمتابعين تركنا الإيجابيات وركزنا على السلبيات، فما إن يخرج إعلامي أو سياسي من أي دولة من دول المجلس لينتقد دولة أخرى بالمجلس حتى تخرج الردود السلبية من باب الدفاع عن البلد.
فكرة الرد بالمطلق ليست مستنكرة فمن حق الجميع الدفاع عن بلدانهم في حال تعرضت للهجوم، لكن بمنطق وحكمة ودون اللجوء الى التهكم واستحضار العقود الماضية والتذكير بمن كان يعمل لدى من! فليعلم الجميع أن العمل الحلال لا يعيب صاحبه بل بالعكس يضفي عليه شيئاً من الكفاح، وها هي دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ محمد بن زايد تلامس عنان السماء.
فلنركز على أمثال الطيار الشحي وهم كثر، ولنتجاهل التعليقات المسيئة التي يطلقها بعض المأجورين وهم قلة، ولنذكر ككويتيين أن أبناء كل دول مجلس التعاون فتحوا قلوبهم قبل أبوابهم لنا عندما غدر بنا الجار الذي وقفنا معه في حربه، ولنذكر أيضا أن الدول الكبيرة لا تحترم الدول المتفرقة بل تحترم الدول المتجمعة والتي يربطها مصير مشترك.
نحن كدول مجلس تعاون مطالبون بالتفاهم على القواسم المشتركة، وهي كثيرة، وخصوصا أننا وضعنا خلفنا بعض الخلافات التي أثيرت في السنوات السابقة، وما تبادل الزيارات بين سمو الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات مع سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد إلا دليل على ما أقول.
العالم يتغير بسرعة، والتحالفات تتبدل، وأي توافق سياسي بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي يجب أن يدعم بتلاحم الشعوب فهي الأساس.
شكراً من القلب لكل مواطن خليجي يتبنى هذا الموقف، لأننا كما يقال بالعامية «ما لنا إلا بعض».
فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.